قائد الطوفان قائد الطوفان

عندما تنتصر إرادة الشعوب

حاجز قريوت.. شاهد على "شكيمة" الفلسطينيين !

الضفة المحتلة – الرسالة نت

لم يستطع أهالي بلدة قريوت تحمل ظلم الاحتلال وإذلاله لهم خلال مرورهم الحاجز العسكري الذي نصب عام 2002 على الشارع الرئيسي لقريتهم، والذي يربطها بجنوب الضفة المحتلة، فهبوا هبة رجل واحد وحطموا ذلك الكابوس الذي أرَّق حياتهم لسنوات طويلة.

فقبل أسابيع قليلة أزال أهالي قريوت السواتر الترابية والصخور والحواجز الحديدية التي نصبها الاحتلال منذ عشر سنوات، وشكلت حاجزاً أعاق حركة المواطنين وسبب لهم الكثير من المشكلات في تنقلاتهم وحركة الدخول والخروج من القرية.

وشارك أهالي القرية واللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان في إزالة الحاجز خلال مسيرة توجهت إلى الأراضي المهددة بالمصادرة، لينهوا بذلك حقبة سوداء من تاريخ الحصار الذي فرض على قريتهم الوادعة.

محاطة بالمستوطنات

وتعاني قريوت ككثير من القرى بالضفة من اعتداءات المستوطنين المتكررة، حيث يحيط بها عدد من المستوطنات الإسرائيلية، فمن الجهة الجنوبية تقع مستوطنة "شيلو"، ومن الجهة الغربية مستوطنتي "عيله" و"عيفال"، ومن الجهة الجنوبية الشرقية مستوطنة "شفوت راحيل"، ومن الجهة الشرقية "يخيى" و"ييش كودش"، إضافة لعدة بؤر استيطانية مقامة على التلال المحيطة بالقرية.

ونتيجة للتغول الاستيطاني على أراضي القرية، وصلت مساحة الأراضي المصادرة فيها ما يقارب 78% من مجمل أراضي القرية، كما يهدد الاحتلال 12 منزلا في القرية بالهدم بحجة عدم الترخيص، إضافة للتهديد بإزالة أحد الشوارع المؤدية للقرية.

"بشار القريوتي" الناشط في اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان، أشار للمعاناة التي كان يسببها وجود الحاجز لأهالي قريته.

وقال في حديث خاص لـ"الرسالة نت": "إن الحاجز شكل عائقا كبيرا للأهالي منذ وضعه على مدخل القرية الرئيسي عام 2002، مما دفعهم لتوفير طرق بديلة أخرى من مناطق عدة، لكنها كانت أبعد وأصعب من الطريق الرئيس".

وأضاف: "تم إغلاق الحاجز 116 مرة منذ إقامته، وأعاق حركة المواطنين وحريتهم بالتنقل لجامعاتهم وأماكن عملهم، حتى تحول لكابوس في حياتنا، حيث وصل الأمر بالاحتلال لإغلاق الحاجز بشكل أسبوعي، والتنكيل بالمواطنين المارين عبره، إضافة لوضع كاميرات في تلك المنطقة لمراقبة حركة المواطنين".

ولفت القريوتي إلى أن الحاجز كان يتسبب بخسارة القرية حوالي 7000 شيقل يوميا من خلال توجه المواطنين إلى مدينة رام الله من الموظفين والطلاب، إضافة إلى التعب والجهد لالتفاف شارع طويل حوالي 50 كم لتصل إلى قريوت".

وتابع: "الطريق المقام عليه الحاجز يربط القرية بجنوب الضفة من جهة رام الله، ويبعد عن قرية ترمسعيا قرب رام الله 4 كم فقط، إلا أنه بإغلاق الشارع يضطر المواطنون لعبور طريق تتجاوز الـ25كم".

وحاول شباب قريوت مرات عدة إزالة الحاجز وفتحه أمام المارة في ساعات الليل المتأخرة، رغم الظروف الصعبة التي تخيم على القرية مع حلول المساء، كونها محاطة بالمستوطنات، وتتعرض لهجوم متكرر من قبل المستوطنين.

سرقة الأرض..

ويمنع عدد من المزارعين في القرية من الوصول لأراضيهم المحاذية للمستوطنات، كما يمنعون من جني محاصيلهم الزراعية، حيث يسرقها المستوطنون كل عام، كما يعمدوا كذلك لتسريب مياه المجاري إلى القرية بهدف تدمير الأراضي الزراعية وحرقها بفعل المواد الكيماوية المصاحبة لتلك المجاري.

بدوره أشار الناشط بشار القريوتي إلى أن لجان المقاومة الشعبية بالقرية نظمت فعاليات عدة وتحركات للدفاع عن القرية ومواجهة خطر الاستيطان المحدق بها.

وقال: "لجأت المقاومة في قريوت إلى المسيرات الشعبية والتجمع من كل أهالي القرية والصلاة في الأراضي المهددة بالمصادرة وفتح الشارع رغماً عن الاحتلال الذي يوفر الحماية للمستوطنين عبر إغلاق القرية".

وأكد القريوتي أن الاحتلال يسعى للسيطرة على المزيد من أراضي القرية من الناحية الجنوبية، وذلك بإغلاق الطريق ومنع المواطنين من زراعة أرضهم المحاذية لها، مستطرداً: "نية المستوطنين والاحتلال في مصادرة المزيد من أرضنا وضمها لصالح المستوطنات المحيطة بالقرية، هي الدافع الرئيسي الذي حرّك الأهالي ودفعهم لإزالة الحاجز ورفع السواتر الترابية والصخور عن مدخل القرية، فالسكوت عن ضم الأراضي لصالح الاستيطان يزيد طمع اليهود بأرضنا".

مقاومة شعبية متواصلة

وذكر بأن المقاومة الشعبية أبدت قوتها في وجه الاحتلال، حيث أجبرت المسيرات الشعبية في قريوت الاحتلال على فتح الشارع ودخول المواطنين منه، ومن خلال وجود زخم كبيرة من الجماهير التي تضامنت مع قريوت وأهلها حققت نتائج مشرفة ورادعه لهمجية الاحتلال لتضييق الخناق ضد القرية وعلى المزارعين فيها.

وأكد رفض أهالي القرية بالظلم المفروض عليهم، فقريوت –وفق القريوتي- عانت الويلات من قبل المستوطنين واعتداءات جنود الاحتلال المتكررة، مستدركاً: "لكن الأهالي مصرين على المواجهة وتحدي الاحتلال لفك الحصار عن قريتهم والذهاب لأراضيهم المهددة بالمصادرة وزراعتها والاعتناء بها رغما عن الاحتلال ومستوطنيه".

 

البث المباشر