قائد الطوفان قائد الطوفان

خسائر بلغت 45 مليار دولار

الثورات العربية تُنهك السياحة

الرسالة - وكالات

تقدر منظمة الأمم المتحدة للسياحة والسفر الخسائر المالية التي منيت بها الدول العربية جراء الثورات التي شهدتها المنطقة بنحو 45 مليار دولار، وبتراجع أعداد السياح بواقع 7.5 ملايين زائر.

وقسم الأمين العام للمنظمة السياحية العالمية طالب الرفاعي الدول العربية المتأثرة بأحداث الربيع العربي إلى ثلاثة أصناف، "الصنف الأول تضرر مباشرة ويضم مصر وتونس وسوريا المعتمدة على النشاط السياحي بوصفه مصدرا مهما لدخل كل منها".

والصنف الآخر من الدول العربية يشمل الأردن ولبنان اللذين تضررا بصورة غير مباشرة من الأحداث المستمرة في سوريا، وذكر أن الفئة الثالثة -المكونة من الإمارات وقطر وعُمان والسعودية- قد حققت طفرة ربحية عالية جدا نتيجة الزيادة الكبيرة في أعداد السياح.

وقال الرفاعي -الموجود في ألمانيا للمشاركة في معرض برلين الدولي للسياحة والسفر- إن تركيا وإسبانيا مثلتا أبرز المستفيدين الإقليميين من التراجع السياحي في دول الثورات العربية.

وأرجع ذلك إلى تحويل الشركات العالمية لمجموعاتها السياحية المتجهة إلى مصر وتونس خلال مرحلة عدم الاستقرار التي مر بها البلدان- إلى مقاصد ودول سياحية أخرى في منطقة البحر المتوسط.

وقال المسؤول الأممي إن وزيري السياحة التركي والإسباني أكدا له إدراكهما أن مكاسب بلديهما من هذا الجانب مؤقتة، "لأن عودة معدلات التدفق السياحي الطبيعي إلى مصر وتونس قادمة وستمثل إضافة للازدهار السياحي لكل الدول المتوسطية".

ولفت إلى أن اختيار مصر ضيفا للشرف ببورصة برلين للسياحة العالمية هذا العام وكذلك المؤشرات الإيجابية السياحية من تونس، تدلل على أن البلدين في طريقهما مع نهاية العام الجاري لاستعادة مكانتهما السياحية التي كانتا لهما في 2010.

وعن اليمن بيّن الرفاعي أنها ستبقى مصدرا سياحيا جذابا.. "غير أن أمامها وقتا طويلا قبل أن تتمكن من أخذ مكانها المناسب على الخريطة السياحية العالمية".

وعزا ذلك إلى تركيز هذا البلد العربي على التقاط الأنفاس ودعم السلم الأهلي والاستقرار السياسي خلال المرحلة القادمة.

وعن صعود الحركات الإسلامية لسدة الحكم في دول الربيع العربي رجح الرفاعي ألا يكون لذلك تأثير سلبي على النشاط السياحي، مضيفا: "لا يوجد نظام سياسي واقعي وحريص على مصالح شعبه يقبل بالتضحية بنشاط اقتصادي يدّر مليارات الدولارات ويوفر ملايين فرص العمل".

وأكد الأمين العام عدم وجود أي تحفظ لدى صناعة السياحة العالمية على بروز الأحزاب الإسلامية، منوها إلى أن أجواء الربيع العربي ولّدت فضولا شديدا لدى السياح الأجانب للقدوم إلى بلاد العربي من أجل لتعرف عن قرب على المناخ الجديد فيها.

ويأمل الرفاعي في أن تؤدي الثورات إلى التمكين من الحرية والشفافية وسيادة القانون، معتبرا أن من شأن ذلك أن يمكن من جذب السياح للعالم العربي.

واعتبر أن التراجع الاقتصادي الذي تشهده دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تسبب في انخفاض السياح من هذه المناطق، "مما يفرض على الدول العربية البحث عن فرص للترويج لسياحتها بالأسواق الجديدة الصاعدة كالصين والبرازيل والهند وروسيا".

البث المباشر