واشنطن - الرسالة نت
لم يكن خبر سماح أذربيجان لإسرائيل باستخدام قواعدها الجوية عادياً بالنسبة للمسؤولين الأميركيين الذين «استنفروا» قواهم معبّرين عن مخاوفهم من «تحالف استراتيجي» سيسمح لتلّ أبيب بتوجيه ضربة عسكرية لإيران بفضل الموقع الاستراتيجي الذي تحظى به أذربيجان على الحدود الشمالية لإيران.
أذربيجان من جهتها، سارعت لنفي الخبر عبر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذرية تيمور عبد الليف لوكالة «نوفوستي» بقوله «هذه المعلومات لا أساس لها»، لافتاً إلى أن الهدف من هذه الادعاءات «هو إلحاق الضرر بالعلاقات بين أذربيجان وايران».
ومع ذلك، لم يقلّل هذا النفي من حساسيّة خبر مماثل نشرته مجلة «فورين بوليسي» في تقرير فنّد تداعيات خطوة مماثلة، كما طبيعة علاقات باكو مع كل من تلّ أبيب وطهران.
ولفت التقرير إلى وثيقة كان كشفها موقع «ويكيليكس» يعود تاريخها إلى العام 2009، بعث بها نائب رئيس البعثة الدبلوماسية في السفارة الأميركية في باكو إلى وزارة الخارجية الأميركية تحت عنوان «تعايش أذربيجان السري مع إسرائيل».
وتضمنت الوثيقة وصف الرئيس الأذري الهام علييف لعلاقة بلاده بالدولة اليهودية بأنها جبل جليد يوجد تسعة أعشاره تحت سطح الماء.
لكن ما يعنيه ذلك؟ تتساءل «فورين بوليسي» لتجيب بأن الموقع الاستراتيجي لأذربيجان على الحدود الشمالية لإيران هو السر.
و«وبحسب ما ذكرت مصادر رفيعة المستوى في الحكومة الأميركية، فإن مسؤولي إدارة أوباما يعتقدون الآن أن الجانب «المغمور» للتحالف الإسرائيلي – الأذري، أي التعاون الأمني بين الطرفين، يفاقم من مخاطر شن هجوم إسرائيلي على إيران»، تضيف المجلة.
وتنقل «فورين بوليسي» عن أربعة دبلوماسيين بارزين وعن ضباط استخبارات أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة خلصت إلى أن" إسرائيل "حظيت بإمكانية الاستفادة من قواعد جوية موجودة على الحدود الشمالية من إيران، وإن كانوا أشاروا إلى «عدم إدراكهم لما ستقوم به بالضبط».
وأضافت المصادر، في حديثها للمجلة الأميركية، إن «المسؤولين العسكريين بات يتعين عليهم الآن أن يضعوا خططاً ليس لسيناريو حرب ينطوي على منطقة الخليج فحسب، وإنما لسيناريو قد يضّمّ كذلك منطقة القوقاز».
واعتبرت المجلة أن «العلاقة المزدهرة بين كل من أذربيجان وإسرائيل تحولت إلى عنصر اشتعال في علاقات الدولتين مع تركيا التي تحظى بثقل إقليمي يجعلها تخشى من أي تداعيات اقتصادية أو سياسية نتيجة الحرب على إيران».
وفي النهاية، يذكّر التقرير بأن إسرائيل انكبّت على تحسين علاقاتها بباكو منذ العام 1994، وأن مسؤولي الاستخبارات الأميركية بدأوا يتعاملون بجدية مع تقرّب إسرائيل من أذربيجان في العام 2001، وفقاً لما قاله ضابط بارزون في الجيش الأميركي.