قائد الطوفان قائد الطوفان

اوباما يعترف باخفاقات جديدة في المجال الاستخباراتي

واشنطن – وكالات "الرسالة نت "

 

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء في ختام اجتماع امني موسع ان التحقيق الجاري في محاولة تفجير طائرة ركاب اميركية يوم عيد الميلاد، كشف وجود اخفاقات جديدة في المجال الاستخباراتي واعلن تحمله مسؤولية تصحيحها.

 

وبعد ان اعتبر اوباما في مؤتمر صحافي عقده في ختام اجتماع ضم اكثر من عشرين مسؤولا امنيا وسياسيا ان هذه الاخفاقات "غير مقبولة ولن اتسامح مع هذا الامر" شدد على انه يتحمل "مسؤولية معرفة سبب حصولها وتصحيح هذا الخلل لكي نتمكن من منع هجمات من هذا النوع في المستقبل".

 

وقال اوباما "كما سبق وقلت خلال عطلة نهاية الاسبوع، هناك بعض الاشخاص من العاملين في اجهزتنا الاستخباراتية كانوا يعلمون ان عمر الفاروق عبد المطلب ذهب الى اليمن وانضم الى متطرفين هناك".

 

وتابع "الا انه يبدو اليوم ان اجهزتنا الاستخباراتية كانت على علم ايضا باشارات اخرى تدل على ان القاعدة في جزيرة العرب كانت تريد الاعتداء ليس فقط على اهداف اميركية في اليمن بل في الولايات المتحدة نفسها ايضا".

 

واضاف الرئيس الاميركي "كما لدينا معلومات تفيد بان هذه المجموعة كانت تعمل مع شخص بتنا نعلم اليوم انه في الواقع الشخص المتورط في اعتداء الميلاد".

 

وتابع "خلاصة الامر ان الحكومة الاميركية كانت تملك ما يكفي من المعلومات لافشال هذا المخطط وربما منع الهجوم يوم الميلاد، الا ان اجهزتنا الاستخباراتية لم تنجح في جمع قطع (المعلومات) ما كان سيؤدي لو حصل الى وضع المشتبه به على لائحة الاشخاص الممنوعين من السفر" الى الولايات المتحدة.

 

وتابع "بمعنى اخر ما حصل ليس اخفاقا في جمع المعلومات بل في فهم وتحليل المعلومات التي لدينا".

 

واضاف "عندما يتمكن مشتبه به ارهابي من الصعود الى طائرة وبحوزته متفجرات يوم الميلاد فهذا يعني ان النظام فشل بشكل كان يمكن ان يكون كارثيا".

 

ونقل مسؤول اميركي شارك في الاجتماع لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان الرئيس الاميركي استخدم لهجة قاسية خلال الاجتماع. وقال "ان الاخفاق كان يمكن ان يكون كارثيا وقد نجونا باعجوبة" مضيفا "تم افشال الاعتداء بفضل اشخاص شجعان (كانوا في الطائرة) وليس لان الاجراءات الامنية كانت فعالة، وهذا الامر غير مقبول".

 

واضاف المصدر نفسه ان الرئيس حذر المجتمعين من اي محاولة للبحث عن كبش فداء لهذا الاخفاق وقال للمجتمعين "اذا كان هناك من اتجاه لتوجيه اصابع الاتهام فلن اتسامح مع هذا الامر".

 

من جهة ثانية حدد عدد من النواب الجمهوريين شروطهم لكيفية تعزيز الاجراءات الامنية الخاصة بمكافحة الارهاب.

 

واصدر النواب بيت هوكسترا (لجنة الاستخبارات) وبيتر كينغ (لجنة الامن الداخلي) وهاورد ماكون (لجنة الدفاع) بيانا طالبوا فيه ب"اعادة النظر بالقواعد المعمول بها حاليا وبالمعايير التي تحد بشكل كبير من احتمال وضع اشخاص على لائحة الممنوعين من استخدام الطائرات" المتوجهة الى الولايات المتحدة.

 

وطالبوا ايضا بان يحال اي ارهابي يعتقل "الى القضاء العسكري".

 

وقال النائب كينغ "علينا ان نتعاطى مع هذه الامور بكثير من الجدية لفهم ما حصل تماما، والحؤول دون حصول اعتداءات جديدة" معتبرا ان الولايات المتحدة كانت "محظوظة" لانها نجت من الاعتداء يوم الميلاد.

 

بالنسبة الى معتقل غوانتانامو وعد الرئيس الاميركي مجددا باغلاقه بالرغم من التأخير الذي نتج بفعل قرار تعليق نقل معتقلين يمنيين الى بلدهم اثر الاعتداء الفاشل على طائرة الركاب الاميركية.

 

وقال في هذا الصدد "البعض اعتبر ان احداث يوم الميلاد يجب ان تدفعنا الى مراجعة قرار اغلاق معتقل غوانتانامو. فليكن الامر واضحا: كنا دائما ننوي نقل المعتقلين الى بلدان اخرى شرط ان نضمن حماية امننا".

 

واضاف بالنسبة لليمن تحديدا "توجد هناك مشاكل من الناحية الامنية نواجهها منذ زمن وكذلك شركاؤنا اليمنيون" في اشارة الى اعمال العنف التي تنسب الى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

 

واوضح "نظرا الى هذا الوضع الملتبس، تكلمت مع وزير العدل واتفقنا على عدم نقل المزيد من المعتقلين الى اليمن في الوقت الراهن".

 

وقال ايضا "لكننا لن نخدعكم في هذا المجال: سوف نغلق معتقل غوانتانامو الذي اضر بمصالحنا لناحية الامن واصبح اداة للتجنيد من الطراز الاول للقاعدة".

 

واضاف "كما قلت دائما، سوف نغلق المعتقل بشكل يكون معه الاميركيون بامان".

 

وكان اوباما اعلن عزمه على اغلاق غوانتانامو في بداية عهده، في كانون الثاني/يناير 2009، خلال عام ولكن هذا الوعد لم يحترم.

 

ومن ابرز المشاركين في الاجتماع الامني مدير اجهزة الاستخبارات الاميركية دنيس بلير، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" ليون بانيتا، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي اي" روبرت مولر ومدير وكالة الامن القومي كيس الكسندر.

 

واضافة الى اوباما، شارك في الاجتماع ايضا من السياسيين نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس اضافة الى وزراء الامن الداخلي والعدل والطاقة.

 

واعلن البيت الابيض قبل المؤتمر الصحافي لاوباما ان محققي مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) تمكنوا من الحصول على معلومات استخباراتية "مفيدة" من النيجيري الذي حاول تفجير الطائرة الاميركية يوم الميلاد.

 

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في هذا الاطار ان عمر الفاروق عبد المطلب "امضى ساعات مع محققي مكتب التحقيقات الفدرالي جمعنا خلالها معلومات مفيدة يمكن استخدامها".

 

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي الثلاثاء ان السلطات الاميركية الغت عددا من تأشيرات الدخول التي كانت منحتها لراغبين بالسفر الى الولايات المتحدة اثر محاولة تفجير طائرة الركاب الاميركية.

 

ويوم الثلاثاء، اعادت السفارة الاميركية في صنعاء فتح ابوابها بعد يومين على اغلاقها، فيما بقيت سفارتا بريطانيا وفرنسا مقفلتين.

البث المباشر