فيما قد يعتبر أداة حماية سحرية، تمكن علماء من تطوير طلاء تمويه للجنود لا يساعد فقط على إخفائهم عن عيون الأعداء، بل يوفر لهم درعاً واقياً من الحرارة القاتلة الناتجة عن انفجار القنابل، وطارد للحشرات، وله سمك أقل من الورقة العادية.
الطلاء المقاوم للحرارة قام بتطويره الجيش الأميركي، وقد وصف بأنه أهم تغيير يحدث في عملية التمويه منذ آلاف السنين، ويمكن الاستفادة منه لدى رجال المطافئ لحمايتهم أثناء مكافحة الحرائق ـ وفقاً لما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
ويتميز الطلاء بقوة كافية للحماية من الانفجاريات الحرارية التي يمكن أن تصل درجتها إلى 600 درجة مئوية وهي نفس درجة سيجارة تحترق.
وذكر العالم روبرت لوكهيد، قائد المشروع العلمي بجامعة "ساذرن ميسيسبي"، أن الانفجار الحراري للقنابل يستمر لثانيتين فقط لكنهما كافيتين لحرق الوجه واليد وباقي أجزاء البشرة المكشوفة.
كان لوكهيد وزملاؤه يبحثون عن مادة يمكن للجنود وضعها على وجوههم مثل الكريم الواقي من الشمس لحمايته من الحرارة الأكثر شدة من أشعة الشمس المعتادة، وقد اكتشفوا تركيبة يمتد مفعولها لأكثر من ثانيتي الانفجار موفرة حماية لمدة 15 ثانية وأحياناً 60 ثانية في بعض الاختبارات.
وواجه الفريق مشكلة تصنيع طلاء للوجه نظراً لعدم قدرتهم على الاستخدام المواد التقليدية في الطلاء مثل الزيت أو الشمع، حيث أنه يمكن أن ينصهر ويسبب حروق في الجلد عند تعرضه للحرارة، لذا فقد لجأوا إلى استخدام السليكون غير القابل للاشتعال، كما أن الطلاء كان يجب أن يكون مقاوماً للمياه ولا يتسبب في التهابات جلدية، ولزيادة صعوبة الأمر طالب العسكريون أن يكون طارداً للحشرات.
وكان الحل لدى الفريق هو تغليف المادة الطاردة للحشرات بوسيط مائي يمنع وصول النار لها، وحالياً يعمل الفريق على وضع خطط اختبار المادة على أسطح أخرى لمعرفة ما إذا كان ممكناً استخدامها في حماية الملابس، والخيام، وغير ذلك، من النيران.