وصل رئيس المخابرات في عهد العقيد معمر القذافي عبد الله السنوسي إلى ليبيا بعد أن سلمته موريتانيا لطرابلس.

وقال أحد أفراد الوفد الليبي الذي توجه لموريتانيا لاستلام السنوسي إن الأخير "لم يتوقع أن يتم اقتياده الى ليبيا، ورفض في البداية وضع الأغلال في يديه لكن تمّ استعمال القوة معه في ذلك".

وكان مصدر حكومي موريتاني قال لوكالة "رويترز" إن السنوسي "سلّم إلى ليبيا بموجب ضمانات قدمتها السلطات الليبية" دون تقديم تفاصيل عن هذه الضمانات.

 وأضاف المصدر نفسه إن "وفداً ليبياً رفيع المستوى زار نواكشوط أمس الثلاثاء حيث عقد إجتماعات مع السلطات الموريتانية، ولم يتضح ما إذا كان هناك أمر قضائي يجيز التسليم".

وكانت السلطات الموريتانية إعتقلت السنوسي في آذار/مارس الماضي حين دخل البلاد بجواز سفر مزور.

ومنذ ذلك الحين بدأ صراع على تسلم السنوسي بين ليبيا وفرنسا والمحكمة الجنائية الدولية لا سيّما وأنه يعدّ من أبرز الشخصيات في عهد القذافي قبل الإطاحة به العام الماضي.

وفيما كانت موريتانيا تخطط لمحاكمته لدخوله البلاد بشكل غير مشروع أصدرت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي أمراً باعتقال السنوسي لأنه "استغل موقعه في القيادة لشن هجمات ضد مناوئي القذافي".

أما فرنسا فتريد محاكمة اليد اليمنى للقذافي في ما له صلة بتفجير طائرة فوق النيجر عام 1989 مما أسفر عن مقتل 54 من مواطنيها.

ويربط البعض اسم السنوسي بتفجير طائرة "بان امريكان" أو ما يعرف بـ"طائرة لوكربي" في اسكوتلندا عام 1988 والذي قتل فيه 270 شخصاً. وتقول مصادر دبلوماسية بحسب "رويترز" "إن الولايات المتحدة حريصة على استجوابه بشأن هذا الهجوم".

وتبدي السلطات الليبية الجديدة حرصها على محاكمة أفراد عائلة القذافي، لا سيّما نجله سيف الإسلام، ورجال نظامه داخل البلاد.

ويعبر نشطاء في مجال حقوق الإنسان عن خشيتهم من ألا تفي الإجراءات القانونية بالمعايير الدولية في ظل ما يصفونه بـ"ضعف الحكومة المركزية وغياب نسبي لسيادة القانون".