قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: "تعميد" في الأقصى !!

تطورت أساليب تدنيس العدو الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك وسبل تهويده وطمس معالمه العربية والإسلامية، فقد كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث "أن اليهود عمدوا مؤخرا إلى زيادة فعاليات "التعميد التوراتي" عند ساحة البراق بإيعاز وتمويل مباشر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والهدف الرئيس من وراء هذه الفعاليات هو تهويد أهم المعالم المرتبطة ارتباطا مباشرا بالمسجد الأقصى، وهو حائط البراق".
وتورد "الأقصى" وصفا كاملا لفعالية "التعميد" اليهودية هذه نضعها بين يدي القارئ الكريم ليقف على مدى الاستفزاز اليهودي للمسلمين، ومدى الإساءة والاستهانة بهم وبعقيدتهم وبمقدساتهم: "حفلات البلوغ للشبيبة اليهود من جميع المناطق من القدس وخارجها، فتنظم حافلة خاصة تحمل أفراد العائلة ومن ضمنهم الشباب اليهودي الذي يحتفل ببلوغه سن "13" عاما إلى منطقة باب المغاربة الخارجي، وهناك تقام الرقصات والأهازيج والترانيم التوراتية الخاصة، ثم يتم إدخاله إلى منطقة البراق بجوار حائط البراق، ويتم "تعميده بالتوراة"، وحمل" سفر التوراة-التاناخ" ، والرقص به في الساحات، وإدخاله إلى كنيس ملاصق للمسجد الأقصى".
هذا التقرير الخطير يكشف أن العدو ليس مصمما على تدنيس الأقصى فقط وإنما تهويده مستغلا الأوضاع العربية البائسة والفلسطينية اليائسة لتكريس الأمر الواقع بإجراء الشعائر والعبادات اليهودية في ساحات الأقصى على مرأى ومسمع من المسلمين.
ومن ناحية أخرى فإن هذا التصعيد العنصري اللأخلاقي تصعيد مدروس يجيء بعد ادعاء العدو أن الأقصى مقام على أرض (إسرائيلية)، وأن ساحات المسجد ليست جزءا منه.. ما يشير إلى أن العدو قد بدأ فعلا بتهويد المسجد، وأن رفع وتيرة "التعميد" جماعيا بأمر من رئيس الحكومة وبتمويل مباشر منه هي دعوة لكل اليهود بالقدوم إلى القدس وتنفيذ شعائرهم الدينية في ساحة البراق التي يدعون زورا وبهتانا أنها حائط المبكى.
نضع هذه الحقائق أمام قادة الدول العربية والإسلامية الذين اجتمعوا في مكة المكرمة أواخر رمضان المبارك ولم يتخذوا أي قرارات حاسمة للجم العدوان الصهيوني وإنقاذ أولى القبلتين، وهذا ما شجع العدو للاستمرار في خططه العدوانية التهويدية لتهويد القدس والأقصى وإعلان الأولى عاصمة للشعب اليهودي.
باختصار: لا أمل في أنظمة تنهش أحشاءها ثارات داحس والغبراء ومؤامرات البسوس، وإنما الأمل كل الأمل في المرابطين ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس الذين قال فيه رسول الله صلى الله على وسلم: "شهيدهم بسبعين شهيدًا" بأن يهبوا ويرابطوا في الأقصى وساحاته، ويتصدوا بصدورهم العارية للعصابات الصهيونية الفاشية كما فعلوا ويفعلون دائما لحماية المسجد بعد أن خذله أمراء الطوائف.

صحيفة الدستور الأردنية

البث المباشر