هل يشهد حسم بعض الملفات ؟

2010 .. توقعات ساخنة وأخرى باردة

الرسالة نت - رامي خريس

حلَّ على الفلسطينيين عام 2010 بعدما انقضى عامهم الماضي الذي بدأ وغزة تشتعل جراء عدوان الاحتلال ، توقفت الحرب ولكن نار غزة لا زالت مستعرة فالحصار يتواصل وسط تهديدات أخرى بتشديده بعد الانتهاء من تشييد جدار الفولاذ المصري الذي يهدف إلى إحكام إغلاق بوابتها الجنوبية .

انتهي (2009) وملف المصالحة مجمد ، بعد محاولة فرض وثيقة مصرية تطالب حماس بتعديلها ليتسنى لها التوقيع عليها هي وبقية الفصائل ، وفي مفاوضات صفقة التبادل غير المباشرة التي تخوضها حماس مع الاحتلال لا يزال الاتفاق حولها يتباعد كلما جرى الحديث عن إزالة العقبات التي تعترضها ، ومع ذلك فإن هناك آمالا لدى الأسرى وعائلاتهم أن يكون هذا العام هو "عام الأسرى" متوقعين أن يتم الاتفاق على صفقة التبادل وتتوج بتحرير عدد من الأسرى الفلسطينيين الكبار.

ومع مرور أيام من (2010) فإن التوقعات تشير إلى إمكانية أن يشهد هذا العام أحداث ساخنة ، وحسم ملفات كبيرة كانت عالقة طوال الفترة الماضية .

احتمالات المواجهة

ويبدو أن الحديث عن المواجهة مع الاحتلال من عدمها هو أهم الأشياء التي يجري الحديث حولها بين الفلسطينيين الذين يعرب بعضهم عن خوفه من إقدام حكومة الاحتلال على موجة جديدة من التصعيد قد تكون باتجاه الضفة الغربية وقطاع غزة معاً ، وليس فقط كما في حرب الفرقان الذي استهدف فيها جيش الاحتلال القطاع ، وقد تكون عملية الاغتيال الإسرائيلي لثلاثة من عناصر شهداء الأقصى في نابلس قبل أيام مقدمة لعمليات عسكرية إسرائيلية في مدن الضفة التي قد تواجه بعمليات مضادة للمقاومة ، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه لإمكانية التحول إلى مواجهة واسعة في الضفة الغربية التي قد يكون لها صدىً واسع في القطاع ، ومع ذلك يرى بعض المحللين السياسيين بعدم إمكانية حدوث حرب إسرائيلية جديدة تجاه أي جبهة.

ومع ذلك فإن صواعق التفجير لا تزال قائمة ومنها التحرش الإسرائيلي المستمر بالمسجد الأقصى حيث يشير نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48 الشيخ كمال الخطيب إلى أن هناك نوايا الإسرائيلية لافتتاح أكبر كنيس يهودي في القدس منذ الهيكل الثاني ، ويسمى كنيس الخراب بالعبرية "حوربان".

وقال أن الجهة التي تبني الكنيس أعلنت أن موعد الافتتاح الخامس عشر من آذار 2010م ، وهو موعد يوافق النبوءة التي تحدث عنها متنبئ يهودي العام 1750 م.

الملف الفلسطيني الداخلي

وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي فإن التوقعات تشير إلى أن تطورات العلاقات الخارجية مع الاحتلال أو المحيط العربي وإتمام صفقة التبادل من عدمها سيكون له تداعياته الهامة على ملف المصالحة الذي لا يزال يعيش في مرحلة جمود بعد التوقف عند الورقة المصرية القاهرة لن تستضيف جولة جديدة من اللقاءات، ولا تعديل على الورقة المصرية، فالقاهرة ترفض استضافة جولة جديدة من اللقاءات، ولا تعديل على ورقتها.

ومع ذلك فإنها تنشط لإعادة الحياة للمفاوضات بين حكومة الاحتلال وفريق التسوية بقيادة رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس الذي اجتمع مع الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ أمس لمناقشة آخر تطورات ملف التسوية والعودة إلي المفاوضات مع الاحتلال والضمانات الجديدة التي تقدمها الولايات المتحدة .

ومع ذلك فإن توقعات المراقبين تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية لن تقدم شيئاً لعباس حتى لو كان هناك تدخلاً أمريكياً ، ولكن يبدو أن هناك من يريد استمرار دوران العجلة حتى لو بقيت في مكانها. 

وإذا دارت عجلة المفاوضات فإن عجلة المصالحة قد تبقى متوقفة ، ومع ذلك فإن أمنيات الراغبين في استمرار عملية التسوية قد لا تفلح محاولاتهم في حث الطرفين على الجلوس على المائدة مرة أخرى وان فعلوا فإنهم لن يستمروا طويلاً فسرعان ما ستتضح عبثية ما يقومون به ، وسيبقى أمام فريق التسوية الفلسطيني البحث عن اتجاه آخر لدوران العجلة.

البث المباشر