قائد الطوفان قائد الطوفان

زيادة حمولة باصات غزة.. هل ننتظر الفاجعة؟!

زيادة حمولة باصات غزة.. هل ننتظر الفاجعة؟!
زيادة حمولة باصات غزة.. هل ننتظر الفاجعة؟!

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

مع إشراقة شمس يوم جديد، تبدأ معاناة الطالب محمد خالد ذو العشرة أعوام مع سائق الباص الذي يقله وأصدقائه إلى المدرسة، بعدما يأخذهم في رحلة تمتد قرابة الساعة، يدور بهم أرجاء الحي بحثا عن راكب جديد، على الرغم من عدم اتساع الباص لمزيد من الركاب.

وتتسع باصات وسيارات المدارس (الفلوكس) لتسعة أو سبعة طلاب فقط، وهو العدد القانوني الذي حددته وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية، إلا أن كثيرا منهم يحمّلون أضعاف هذا العدد.

أمر لا يصدق

وانتقد عدد كبير من اهالي طلاب المدارس في غزة حالة التكدس الرهيبة التي يشهدها أبناؤهم في باصات نقلهم إلى مدارسهم.

ودعا المواطن مصطفى مقداد الحكومة الفلسطينية بغزة إلى توفير وسائل نقل مناسبة لطلاب المدارس والجامعات، معتبرا أن ما يراه في باصات النقل "أمر لا يصدق".

ويقول مقداد –وهو أب لخمسة طلاب مدارس- أنه يضطر إلى دفع أموال لثلاثة باصات مختلفة تنقل أبناؤه إلى مدارسهم، نظرا لبعد بيته عن المدرسة، مبينا أنه لا يستطيع أن يراجع صاحب الباص حول أعداد الطلاب الكبيرة في باصه.

ووافقه في الرأي جاره المواطن سامح سكيك الذي رأى أن كثرة عدد الركاب في مركبة واحدة يسبب مخاطرا لا تحمد عقباها، ناصحا الأهالي باختيار وسيلة نقل مناسبة تخدم راحة أطفالهم.

وحذر سكيك من النظر إلى قلة سعر المواصلات، على حساب المخاطر التي يمكن أن تحل بالطالب في حال تعرضت المركبة لحادث سير، قد يودي بحياة الطالب إلى الموت.

سعر معقول

ويرجع السائق الثلاثيني (م. ص) السبب في زيادة عدد الطلاب في باصه إلى الأسعار القليلة التي يدفعها الأهالي له مقابل نقل أبنائهم إلى المدارس، مبينا أنه يتعاقد مع الطلاب شهريا.

ويقول:" أهل الطلاب يريدون أقل سعر لتوصيل أبنائهم، والسائق يريد سعرا معقولا، ولا تكفي الأجرة التي يدفعها الأهل لي"، موضحا أن ذلك يضطره لزياده أعداد الركاب.

ويعتمد الطلاب أصحاب البيوت البعيدة عن المدارس على المركبات العمومية، لإيصالهم إلى أماكن تعليمهم، بسبب قلة سعر المواصلات بها عن مركبات الأجرة.

وكان عشرة من طلبة المدارس لقوا مصرعهم، وأصيب عدد آخر بجراح إثر حادث سير مروع وقع منتصف شهر فبراير لهذا العام، على حاجز جبع جنوبي رام الله.

ووقع الحادث عندما اصطدمت شاحنة نقل مع حافلة تقل طلاباً، ما أدى إلى اشتعال النيران في الحافلة التي انقلبت اثر التصادم.

تحذير

من ناحيتها حذرت وزارة النقل والمواصلات من تجاهل عدد الركاب داخل المركبات العمومية التي تقل طلبة المدارس.

وقال معين قويدر مدير عام السلامة المرورية في غزة، إن الحكومة حددت لكل مركبة عدد الركاب فيها، مؤكدا أن كل من يخالف القوانين سيعرض نفسه للمساءلة القانونية.

وأضاف قويدر لـ"الرسالة نت" :" يمكن أن نسمح للمركبات بزيادة راكب او اثنين في حالات خاصة فقط، وتكون ناتجة عن انقطاع الوقود، أو عدم توفر وسائل نقل".

وشدد على ضرورة تجنب تعريض حياة الطلاب للخطر من أجل شواقل معدودة، لا تسمن ولا تغني من جوع.

وتسعى الوزارة للتخفيف من ظاهرة تراكم عدد الطلاب في مركبة واحدة، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.

وتضع وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية قوانين تقيد كل مركبة بعدد الركاب.

ويتطلع الأهالي والسائقون، إلى إيجاد حل بديل يخدم الجهتين، ولا يعرض حياة الطلاب للخطر.

البث المباشر