يلجأ بعض الصيادين في قطاع غزة لاستخدام "السموم والمتفجرات" من أجل الإيقاع بالأسماك في شباكهم، وهو ما يراه نظرائهم جريمة قد تؤثر على المستهلك.
الصياد "أبو خالد فرحات" كشف أن البعض يلقي قنابل في أماكن تجمع الأسماك فتحدث انفجارات كبيرة تقتل الأسماك بمياه البحر ما يسهل عملية صيدها عندما تطفو على السطح صرعى.
وقال فرحات إن هذا النوع من المتفجرات يسمى "بومب البحر" وهو أسلوب ينتشر في أوساط من أسماهم الدخلاء على "مهنة الصيد".
وأضاف في حديثه لـ "الرسالة نت" إن البعض الآخر من الصيادين يستخدم السم ويضعه على الصخور التي تتجمع الأسماك بالقرب منها لتلتهمه ما يسهل عليهم صيدها.
وأوضح فرحات أن هذا الأسلوب في الصيد يقضي على الأسماك الصغيرة وبيض الكبيرة منها.
وأشار أيضا إلى أن الأسماك التي تبقى على قيد الحياة بعد إنفجار "بومب البحر" تترك أماكن تواجدها وتلجأ لأخرى بعيدة لا يصلها الصياد.
يهدد الانسان
ولا يقتصر الضرر على الثروة السمكية فحسب, بل إنه يعرض حياة الإنسان للخطر أيضا, عندما يكون أحد المصطافين يعوم بالقرب من إلقاء القنبلة.
ويستذكر الصياد فرحات ما جرى لابن أخيه قبل عدة أعوام عندما كان يعوم فانفجرت قنبلة ألقاها أحد الذين يصطادون الأسماك بهذه الطريقة فكادت أن تودي بحياته.
وتابع: "تعرض إبن أخي وقتها لنزيف من عينيه وأذنيه وتسببت له بارتجاجات عصبية مازال يعاني منها ليومنا هذا غير أنها اثرت على عموده الفقري".
ويثير إلقاء هذا النوع من القنابل –بومب البحر- الذعر في نفوس المصطافين وخاصة النساء والأطفال بسبب صوتها المرتفع.
الصياد "م . ر" أحد الذين يستعملون هذا النوع "غير المشروع" من الصيد برر لـ "الرسالة نت" عمله بهذا الأسلوب حتى لا يقضي وقتا طويلا تحت أشعة الشمس وهو ينتظر الأسماك لتتجمع بشباكه.
وقال إنه يلقي القنبلة ويهرب من المكان خشية اعتقاله من قبل عناصر الشرطة البحرية الفلسطينية لعلمه بالخطأ الذي ارتكبه ثم يعود ثانية لالتقاط الأسماك وهي تطفو على سطح الماء.
إجراءات رادعة
المقدم عامر سرور رئيس العمليات البحرية المركزية أكد أنه جرى سن قوانين صارمة تضع حداً لكل التجاوزات والممارسات السلبية في عملية الصيد للحفاظ على الثروة السمكية ومنع الصيد سواء بـ"السم أو المتفجرات".
وأشار إلى أن أي صياد يضبط وبحوزته –بومب البحر- أو يستعمله بالصيد في بحر غزة فسيجري اعتقاله وإحالته فوراً للنيابة وتغريمه بمبلغ مالي كبير.
وقال إن الشرطة البحرية نشرت دوريات مراقبة سرية وعلنية لتتبع المخالفين كما جرى تدريب فرق متخصصة في هذا المجال للكشف عن عمليات التسميم التي تجري في البحر.
ونوه سرور إلى أن البحرية تتواصل عن كثب مع أبراج المراقبة البحرية المنتشرة على سواحل القطاع للحصول على معلومات بشأن أي تجاوز.