قائد الطوفان قائد الطوفان

"قلب غزة" .. ملجأ سكان المناطق الحدودية

"قلب غزة" .. ملجأ سكان المناطق الحدودية
"قلب غزة" .. ملجأ سكان المناطق الحدودية

الرسالة نت- فادي الحسني

تحمل المواطن جمال عمر بعدد من الاغطية ونزح عن بيته الواقع على اطراف منطقة (العطاطرة) شمال قطاع غزة، متجها نحو بيت يعود لأقربائه في حي النصر وسط مدينة غزة، بحثا عن الآمن.

وقال المواطن عمر البالغ من العمر خمسة واربعون عاما: "لقد هربنا من تحت القذائف بحثا عن الامن، وتجنبا لسقوط ابنائي ضحايا جراء تواصل الغارات المتفرقة في الحي الذي اقطن فيه".

المواطن عمر اب لسبعة اطفال اصغرهم لم يكمل عامه الاول بعد، لذلك حرص على الزحف بهم الى وسط المدينة حفظا على سلامتهم بعيدا عن المناطق الحدودية الأكثر عرضة للدمار والخراب.

واستهدف خلال الحرب الماضية على  غزة خريف 2008-2009 نحو ثلاثة الاف منزل في قطاع غزة، الأمر الذي دفع بأصحابها للنزوح باتجاه المدينة آنذاك.

وتتكرر ذات التجربة مع المواطنين اليوم في القطاع، في ضوء استدعاء اسرائيل نحو75 الف جندي احتياط للمشاركة في عملية برية ضد قطاع غزة، الغرض منها هو تدير البنية التحتية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفق المزاعم الصهيونية.

 وخرجت ام محمد العسكري وابناءها الاثنين منتقلة من منطقة (عزبة عبد ربه) في الشمال الشرقي لقطاع غزة، للزحف نحو حي (الشيخ رضوان) غرب مدينة غزة، للإقامة في منزل ابنتها حتى انتهاء العدوان على غزة، حسب قولها.

وتقول ام محمد في العقد الخامس من العمر لـ"مراسل الرسالة نت" انها نجت من الضربات الجوية المتواصلة في محيط مسكنها الأول بأعجوبة، مؤكدة ان جميع جيرانها قد اخلوا منازلهم زاحفين باتجاه منطقة جباليا شمال القطاع لتجنب سقوط ابناءهم ضحايا للعدوان.

وكانت قد شهدت منطقة (عزبة عبد ربه) المتاخمة للحدود الجنوبية مع اسرائيل، دمارا هائلا اصاب المنازل والارواح على حد سواء خلال الحرب الماضية، الامر الذي يثير مخاوف المواطنين هناك من تكرار ذات التجربة خلال عملية (عامود السحاب) التي اعلنت عنها اسرائيل مساء الاربعاء الماضي.

 في غضون ذلك هاتف المواطن محمود العبد -المقيم في السعودية- انجاله القاطنين في منطقة (التوام) الحدودية والتي كانت مرتعا للآليات العسكرية خلال حرب (الرصاص المصبوب) 2008-2009، لغاية النزوح باتجاه منازل اعمامهم في منطقة (مخيم الشاطئ) غرب مدينة غزة.

وكانت قد تعرضت مدينة غزة ومحيطها الليلة الماضية الى غارات جوية ومدفعية متعددة تركزت معظمها في شمال القطاع ووسطه وطالت عدة اهداف، سقط على اثرها عدد من الشهداء والجرحى.

ويصف عصام يونس مدير مركز (الميزان) لحقوق الانسان، ما يجري في قطاع غزة، بأنه "جريمة حرب" تقتضي ملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية نتيجة استهداف المدنيين. وهذا امر مخالف لما ورد على لسان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أمس (أفخاي ادرعي) بان العملية تستهدف "ضرب البنى التحتية للإرهاب في غزة".

وقال يونس "إن هذا ما يجري من استهداف لمنازل المواطنين الأمنيين خلال العدوان على غزة هو امر في غاية الخطورة، يتطلب من المجتمع الدولي الوقوف امام مسؤولياته لان هذا التصعيد فيه انتهاك لكافة الاعراف والمواثيق الدولية التي نصت على ضرورة عدم الحاق اذى بالمدنيين العزل".

وشدد يونس على ضرورة ان يوثق الفلسطينيين الاعتداءات عليهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي، مطالبا المواطنين بضرورة استخدام الكاميرات المتعددة سواء الفيديو او الفتوغرافية لأجل توثيق ما اسماه (جرائم الحرب) لملاحقة المجرمين.

في غضون ذلك قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة اشرف القدرة، ان الغارات المتواصلة على قطاع غزة تستهدف المواطنين بشكل مباشر، وتلحق الاذى بالأطفال على وجه الخصوص.

وطالب القدرة بضرورة ان يُحاسب الاحتلال على استخدامه "اسلحة القتل المحرمة دولياً ضد المدنيين في قطاع غزة، الامر الذي تسبب بإصابتهم اصابة بالغة وتحويلهم الى اشلاء ممزقة".

البث المباشر