دمشق-الرسالة نت
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل، أن حركته لن تتخلى عن المقاومة وعن مسؤولياتها السياسية في الداخل والخارج مهما طال الزمن، مستدركاً:" نحن لم نطلب السلطة، لكن طالما فُرضت علينا، فلتكن سلطة مع المقاومة ومع الشعب الفلسطيني لا مع العدو الصهيوني".
وقال في المهرجان الذي نظمته حركة حماس في العاصمة السورية دمشق بعنوان "غزة.. صمود وانتصار"، اليوم الجمعة"،" الأصل أن تكون السلطة بعد تحرير الأرض، ولكن ما دامت هناك سلطة، لا بد أن تكون سلطة صالحة لا سلطة فاسدة، لا بد أن تكون سلطة مع المقاومة وليست خنجراً في ظهر المقاومة"، مضيفاً "لن ندع منظمة التحرير تُحشر في الزوايا المعتمة، بل سنصر على إعادة بنائها لتكون المرجع الحقيقي للشعب الفلسطيني".
دروس "الفرقان"
وقدم مشعل ما قال عنها ستة دروس في الذكرى الأولى لـ"حرب الفرقان" والعدوان الصهيوني على غزة ، مبيناً مشعل أن المقاومة حين تلتحم بالشعب تصنع الانتصار، قائلاً:" حين تتقدم القيادة شعبها، وتضحي بريان وصيام والجعبري وجبر، حينها لا يهزم الشعب أبدًا".
وأشار مشعل أن الأمة شريكة في صمود غزة وانتصارها، مبينًا أن الجماهير بعلماء الأمة وقادتها الفكريين والصحافة والإعلام كلهم قوة عظيمة تصنع النصر مع المقاومة.
وأضاف: "وهنا أقول للشيخ القرضاوي الذي تناوشته أقلام، وتجرأ عليه بعض السفهاء، لا تبالِ بهم، فأنت محترم عند كل المحترمين، أما غير المحترمين فلا نبالي بهم".
و أوضح مشعل أن الإنسانية ما زالت فيها نقاط خير مضيئة، مشيرًا إلى الذين وقفوا مع غزة في مواجهة الحرب، قائلاً: "رأينا الإنسانية في شرقها وغربها تعبر عن ضمير إنساني حي".
وثمَّن مشعل دور الذين جاؤوا من الدول الغربية نصرة لغزة، خاصًّا بالذكر النائب البريطاني جورج غالاوي، و"كولن لو" الرجل الضرير الذي أصر أن يكسر حصار غزة، مؤكدًا أنه ضرير لكنه ليس أعمى البصيرة، "بينما كثير ممن حولنا مبصرون لكنهم عمي البصيرة".
قال مشعل: "(إسرائيل) متفوقة في السلاح، لكنها عاجرة عن تحقيق الانتصار، والجيش الصهيوني لن يهزم المقاومة والشعوب"، مؤكدًا أنه إذا فرضت علينا الحرب سنقاتل بضراوة حتى نهزم "إسرائيل" إن شاء الله.
وأوضح مشعل أن التواطؤ من البعض على غزة والتحريض عليها خيار ذليل وفاشل ولا يبقى منه إلا العار، وتابع "اليوم نسمع من يتجرأ في العلن ويقول سنستعيد غزة ولو بالقوة؛ حسبنا الله ونعم الوكيل".
وتساءل مشعل: "ما أوسع الفرق بين من يعتمد على الخيار الوطني وبين من يعتمد على خيار إدارة غيره، بوش حينًا، وأوباما أحيانًا أخرى".
ثلاث رسائل
ووجه مشعل ثلاث كلمات عن حماس قائلاُ: "حماس لن تتراجع عن خيار المقاومة مهما طال الزمن"، مشدداً على أن حركتهلن تتراجع عن حقوق شعبها ولا عن ثوابته الوطنية، وقال:"وستظل حماس ترفض الاحتلال والاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني، وتعطي الأولوية لبناء المقاومة وتطويرها، وتمارس السياسة من موقع الصمود في الميدان، ملتحمة بشعبها في الداخل والخارج، بمسليمه ومسيحييه، وحدة وطنية وملتحمة بأمتها العربية والإسلامية، ومنفتحة على العالم كله".
وحول صفقة تبادل الأسرى قال مشعل: "إن الذي عطل صفقة التبادل هو التلاعب الإسرائيلي، نتنياهو حاول أن يجرب كما جرب قبله أولمرت، والعدو وحده يتحمل مسؤولية التعطيل"، مؤكدًا أن "شاليط لن يعود إلى بيته حتى يعود أسرانا وأسيراتنا".
ثم تطرق مشعل لقضية القدس مؤكدًا أن "القدس كانت في خطر، وهي اليوم في خطر أكبر، أخشى أن يفاجأ العالم الإسلامي والعربي بهدم الأقصى قريبًا".
واقع الضفة
ثم وجه حديثه إلى أهل الضفة قائلاً: "يكذبون عليكم يا شعبنا في الضفة حينما يزورون الحقائق، فالأمن هو أمن الاحتلال وليس أمنكم، والرخاء الاقتصادي هو رشوة، فالشعب الذي يعيش تحت الاحتلال أولوليته التحرر وليس الدولار".
وأضاف: "الحل يا ضفتنا هو المقاومة من جميع القوى، فالخاسر من واقع الضفة الراهن هي حماس وفتح وكل القوى الفلسطينية، الضفة تحتاج إلى إنقاذ من الاحتلال و"الاستيطان" والوصاية الأمنية، لا حل إلا في المقاومة".
وتابع: "أما الحراك السياسي الذي يأتي به ميتشل للمنطقة فهو مجرد خديعة، إدارة أوباما لن تعطيكم ضمانات، ولن تلغي ضمانات بوش لشارون قبل خمس سنوات".
وزاد مشعل "البديل هو رسم إستراتيجية فلسطينية عربية جديدة تزاوج بين المقاومة والسياسة، وتستجمع جميع أوراق القوة الفلسطينية والعربية والإسلامية، وأطالب قمة ليبيا أن تضع ذلك على رأس أجندة القمة".
ووجه مشعل في ختام كلمته رسالة إلى قادة الأمة وزعمائها قال فيها: "علينا أن نبادر نحن العرب ونتحول إلى لاعب قوي نفرض الاحترام على اللاعب الدولي، لا تبحثوا عن عداوات يمينًا ويسارًا، العدو الوحيد هو الكيان الصهيوني".