قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: جرحى القسام من لهم ؟

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

"وما النصر إلا من عند الله" إذن النصر ما كان له أن يكون لولا إرادة الله عز وجل وهذا يقينا يجب أن نؤمن به حق الإيمان، وفي نفس الوقت يجب أن يكون لدينا إيمان راسخ أن الله يُجري نصره على أيدي الناس وأيدي المجاهدين الشهداء منهم والمصابين ومن لم يصب بأذى.

ولكن حديثنا اليوم سينصب على فئة الجرحى الذين يعانون من إصابات حلت بهم نتيجة جهادهم ومقاومتهم ومواجهتهم للعدو خلال المعارك أو خلال الإعداد لهذه المعارك، عشرات بل المئات باتوا اليوم بحاجة إلى عناية خاصة صحيا واجتماعيا واقتصاديا ومجتمعيا بعد أن أقعدتهم الإصابة،  وبعد أن حملوا المسئولية باقتدار وكانوا سببا من أسباب النصر الذي قدره الله، فهل يكون الإهمال وعدم الرعاية أو عدم إعطائهم أولوية نتيجة انشغالات الجهات المختلفة سواء في كتائب الشهيد عز الدين القسام أو في الحكومة الفلسطينية أو مؤسسات المجتمع المدني؟

أليس هؤلاء الذين لم يلتفتوا إلى أنفسهم وباعوها رخيصة في سبيل الله عز وجل ومن ثم دفاعا عن الوطن فكانوا حماة الثغور المدافعين عن كرامة الأمة وعرضها وشرفها، فمنهم من قضى شهيدا ومنهم من ينتظر ويواصل عمله وجهاده، ومنهم من أقعدته الإصابة وبحاجة إلى رعاية واهتمام لا أن يقابل بالإهمال والتسويف والتقصير في كثير من الأحيان.

إن الواجب يحتم علينا أن نقف جميعا إلى جوارهم والعمل على تقديرهم ومساعدتهم حتى لا يشعروا أنهم يواجهون مصيرهم وحدهم، وأول من يجب أن يقف إلى جانبهم ويتبنى قضاياهم هو كتائب الشهيد عز الدين القسام وأن تقاتل من اجلهم في الجبهات كافة، أليسوا هم من حمل هم المسئولية بجدارة حتى أصابهم ما أصابهم من أمراض أو إصابات خلال العمل ما أكثرها فهل جزاؤهم عدم الرعاية؟.

أعلم أن كتائب القسام تحاول التخفيف عن هؤلاء وتقديم ما تستطيع من مساعدة واهتمام؛ ولكن ليس بالدرجة المطلوبة، ولم تمارس بعد دورها في لفت انتباه بقية الجهات ذات الاختصاص، خاصة أن ما تقدمة كتائب القسام قليل مقابل حاجة الكثير من المصابين إلى ما يقيهم السؤال والتردد على هذه الجمعية أو تلك حتى ينالوا عطفها أو شفقة مديرها، هؤلاء هم أبطال الأمة وصانعوا نصرها والعاملون على حمايتها وقدموا الغالي والنفيس ولم يبخلوا في وقتهم وجهدهم وأنفسهم طمعا في الأجر من الله أو نيل الشهادة في سبيله، ولكن كان نصيبهم الإصابة التي أقعدت بعضهم بسبب غارة حاقدة، أو شلل أو عطب أصاب جسده نتيجة عمله الجهادي ، فهل جزاء ذلك صرف راتب قد لا يكفي للعلاج أو مستلزمات الإصابة من أدوات مساعدة؛  فكيف بتدبير أمور الحياة والزوجة والأبناء والمسئوليات كثيرة كما يعلم الجميع؟.

الشهداء لقوا ربهم وسينالون الجزاء الأوفى من الله عز وجل، داعين الله أن يتقبلهم في الشهداء، ومن بقي من المجاهدين سيواصل مهامه في انتظار قدر الله، ولكن هناك المئات ممن أصيبوا من المجاهدين في كتائب القسام سواء خلال المواجهة مع العدو أو خلال الإعداد لهذه المواجهة وبات هؤلاء بحاجة إلى الوقوف إلى جوارهم بشتى السبل والوسائل حتى لا يصابوا بإحباط أو بحالة نفسية نتيجة الإصابة ونظرة الشفقة من المجتمع دون الوقوف إلى جانبهم في حفظ كرامتهم وتقديم ما يلزم لتدبير أمور حياتهم اليومية حتى يشعروا أنهم لازالوا مقدرين ولهم دورهم الذي لم ينته وان قيمتهم في مجتمعهم باقية وان دورهم وجهدهم مقدر من خلال توفير الاحتياجات وسبل الراحة.

الأمر ليس ملقى كله على كاهل كتائب القسام فالحكومة تتحمل جزءا كبيرا في هذا الأمر من خلال أدواتها وقدراتها المختلفة، أليس هؤلاء بحاجة إلى عناية خاصة ومنهم بحاجة إلى عناية فائقة؟، أليس منهم من هو بحاجة إلى بيت معد إعدادا يتلاءم وحالته الصحية؟، أليسوا بحاجة إلى سيارة مجهزة تجهيزا خاصا؟ الحاجيات كثيرة ومتنوعة ومختلفة وبحاجة إلى دراسة وتعاون وتضافر كل الجهود خاصة أن معركتنا لم تنته بعد، وان تعرض المزيد من المجاهدين للإصابات وارد جدا، فإذا شعر هؤلاء بالإهمال لإخوانهم كيف يمكن أن يقدموا كل ما لديهم حتى تكون الاستعدادات للمواجهة مع المحتل على أكمل وجه؟ وعليه يجب أن نولي هذه الشريحة الاهتمام الكافي والمطلوب.

البث المباشر