قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: 2012 انتصرت غزة

 د. محمد إبراهيم المدهون
د. محمد إبراهيم المدهون

د. محمد إبراهيم المدهون

مسيرة مجللة بالصبر والصمود والثبات... وملحمة عطاء لاحب... وأخيراً كان 2012 عام الانتصار لغزة عبر صمود الفرقان والربيع العربي ووفاء الأحرار والانتصار على الحصار وحجارة السجيل... غزة يوسف هذا الزمن الذي ألقاه إخوته في البئر حتى يخلو لهم وجه أميركا... ويوسف غزة مصدر العزة لأخوته... يوسف انتصر على سجانه وبائعيه وزبانية الظلم... وخروا له سجداً " هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً " [يوسف: 100] ... وغزة قبلة.. ملهمة الأحرار... رست غزة على موانئ العالم الذي لم يستطع الوصول لها... " حجارة السجيل " إعلان الانتصار لغزة الجريحة المتقدة ... من المحراب بدأت رحلة غزة عبر محطات الصمود... وكان حصار الحصار والانتصار على العدوان .. ثم تقدم العمل .. مساجد ومنابر .. فضائيات وكتائب... وينطلق القطار .. وجهته (فلسطين) .. وقوده الدم ... يعتلي مسافر عملاق .. يرفع راية خفاقة يزينها (لا إله إلا الله) .. وبالدم كُتبت " بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"  [آل عمران: 169]..

    والقطار يسير على السكة والمسافر شامخ .. معتد .. يتزايد المسافرون .. كثير عددهم.. الوقود يدفع حماس القطار...  يخترق كل الحدود .. ولا يتوقف .. وساحة التنافس لتزويد القطار بالوقود مشتعلة .. وأشكال التزويد متنوعة .. والتقدم يملأ النفس رضى، والأفق يقين... وما كان بالأفق غدا واقعاً... فمسيرة القطار تقدمت وغدا للعيان واضحاً " كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ " [البقرة: 249] ...

    والمسيرة المطهرة لابد أن تخطها كلمات... لذلك هذه دعوة لكتابة صفحات غزة العزة من تاريخ فلسطين المعاصر عبر سلسلة من صياغة للمجد ... الدافع إلى كتابتها أنها لم تحظ بعناية، وخشية اندثار هذا التاريخ الوضاء يجب امتشاق القلم ...حيث أن حياة الأمم مقرون بكتابة تاريخها من أجل تربية أفضل لأجيالها حيث الأمثلة شاخصة حية... وأحداثها ساخنة... فوقعها في القلوب أعمق وأثرها أبلغ ...

    وشهداء فلسطين أعلام بارزة في الجهاد والتضحية... ومنارات سامقة حجبت الظلام وأنارت دروب الجهــــاد ... فكانوا شامــــــة في جبين الزمن والوطــــــن، ونموذجاً مشرقــــاً للعزة والكرامة .. كانوا إشـــــراقة مجد وفأل سعــد، ومؤذني في فجر، عنوان صدق، وينبوع صفاء، وقمة عطاء ... والكتابة عنهم لا تفيهم جزءً من حقهم، فقد كتبوا بالدم تاريخاً، أنبخل عنهم بمداد القلم... الشهداء هم (تاريخ فلسطين)، ويجب أن تفرد لهم كافة القوى الوقت والجهد والمال.. مع التأكيد على الحقيقة وتوثيق المعلومات .

    والمهمة لا تكتمــــــل بجانب، فغزة المعاصرة لا يحصرهــــا كتاب، وهناك جوانب كثيـــــرة تحتــــاج إلى مضاعفــة الجهـــــد ... وأسماء مجهولة لم تترك أثراً ، وهــذه الأسماء الماجدة لها كل والاحترام ، وإن لم يسجلهم التاريخ، فهم في سجل الله خالدون.

    أرجو الله أن نؤدي جميعاً فائـدة جليلة لتاريخ فلسطين المعاصــــر وعرض صحائـــــف غزة الانتصار الخالد وما تحمل من مجــــــد وعلو وإيثار. وأدعو الله عز وجل أن يكتب لنا شفاعـة شهداء فلسطين الكرام وعلى رأسهم الإمام الشهيد الشيخ الياسين ومزلزل عرش الكيان حياً وشهيداً أحمد الجعبري. وإلى اللقاء في نصر جديد قادم بإذن الله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

 

 

 

البث المباشر