تعود الشعب الفلسطيني أن تجمعه المصائب لأن الألم يرقق القلوب ويقرب المسافات ويزيل الحوادث النفسية وينهي الخلافات والأضغان ولكن ما نلحظه الأن أن شيئاَ ما تغير وأن البعض أصابته عدوى الغرب وجحود أن يسبق له مثيل فقد دهمنا عدوان الرصاص المصبوب ولم يحرك ساكنا وداهمتنا حرب الايام الثمانية ولم يلن قلبه وتناثرت أشلاء أبنائنا في المخيمات ولم يتحرك له ضمير وهاجمتنا كوارث الأمطار والعواصف فلم يتزحزح عن عناده وبقي متمسمراً خلف جحوده لذلك لم تسفر لقاءات القاهرة عن أي نتيجة غادر عباس القاهرة ولم يغادر رفضه للمصالحة ولم تحركه كل الأحداث وبقي يضع الشروط التعجيزية أمام المصالحة ألا وهي اجراء الانتخابات قبل المصالحة وهو يعلم أن هذه وصفة لمبارزة جديدة من مبارزات الديمقراطيات الكاذبة بمعايير أمريكية واسرائيلية لا يسمح فيها لأي وطني أن يسود ولا يسمح فيها للكرامة أن تتحكم ولا يسمح فيها للحقوق أن تنتزع ولا يسمح للمقاومة أن تكون العنوان وقد جربنا ذلك فما بالنا نتعامى عما حدث وندير ظهرنا لكل ما اتفقنا عليه ونتوجه الى فتيل القنبلة نشعله ولا نطفئه أليس ذلك جحوداً لمشاعر الملايين التي تنتظر لحظة صفاء ووفاء وكرامة أليس ذلك جحوداً لكل المشاهد الرائعة التي ارتسمت على ميدان الضفة والقطاع في الآونة الأخيرة أليس ذلك لعباً للمشاعر التي تتوق الى القوة والوحدة الحقيقية ألا يستحق هذا الشعب اعادة الاعتبار له بعدما مرغت أنفه في تراب أوسلو وملحقاتها الأمنية والاقتصادية هذا الشعب الذي قدم الأبطال والشهداء من فتح وحماس والجهاد والجبهات جميعاً ألا يستحق أن نلعن من أجله من أطلق الرصاص عليه لا أن نبحث في كل زواريب السياسة عن مفاوضات خائبة ومبادرات فاشلة ومغامرات وهمية في أسواق النخاسة التي بيعت فيها القدس وبيع فيها اللاجئون وبيع فيها ما خلف الجدار وبيعت الأغوار وبيع الثوار.
لهذا نقول يا أبناء فتح وأبناء الشعب الفلسطيني مع مغامرة جديدة تحاك في السر الأن قوامها دولة داخل الجدار وقوة مشتركة في الأغوار وتبادل للأراضي واهمال للقدس واللاجئين هذه هي الوصفة التي تجعل المفاوض يؤجل المفاوضة من أجلها ويتلاعب بمشاعركم ومشاعرنا فهل نستفيق وهل نهجم معاً هجوم الأحرار هجوم الثوار نعانق بعضنا ونصلح ما بيننا وننسى جراحاتنا ونصع الوحدة بـأيدينا دون شروط أمريكية وصهيونية ودون ابتزازات الرباعية ان ذلك يسير جدا لا يحتاج الا لصفاء القلوب والى التجرد من الأهواء والمصالح الضيقة وعندها لن نحتاج الى أوراق جديدة ولا الى تفسيرات غامضة ولا الى وساطات أبدا.