لم يكن يعلم المزارع مصطفى عبد الكريم أبو جراد (21 عاماً) أن ذهابه إلى أرضه الزراعية شمال بلدة بيت لاهيا، سيصيبه بطلق ناري "إسرائيلي" في رأسه، يؤدي إلى استشهاده.
طلقات الاحتلال الغادرة التي انطلقت من فوهات بنادق جنوده المتمركزين على الشريط الحدودي شمال قطاع غزة، صوب المزارعين، استقرت إحداها في رأس الشهيد أبو جراد.
يونس أبو جراد أحد أقارب الشهيد، يقول لـ "الرسالة نت": " فرضت حالة الهدوء التي خيمت على المنطقة الزراعية شمال بيت لاهيا جواً من الطمأنينة جعلت المزارعين –من بينهم مصطفى- يتحركون دون قلق".
لكن كيف لـ (إسرائيل) وجنودها أن تسكت أمام مشهد مزارع فلسطيني، ضرب بعرض الحائط خوفه من الاحتلال، وأخذ يزرع أرضه ويسقيها بدمه.
ويصف أبو جراد حالة أسرة الجريح بعد تلقيها خبر إصابته بالفاجعة، موضحاً أنها ودعت شقيقه الأصغر لؤي قبل شهر ونصف شهيداً في قصف من قبل طائرة استطلاع لمجموعة من المواطنين في منطقة "المنشية" شمال بيت لاهيا.
ويؤكد أن الوضع الصحي الذي عاشه الشهيد أبو جراد في غرفة العناية المكثفة، فرض على أسرته حالة من الحزن الشديد، سيما بعد استشهاد شقيقه.
استهداف متعمد
المزارع محمود عليان الذي كان يبعد عشرات الأمتار عن مكان استهداف أبو جراد، يؤكد أن قوات الاحتلال استهدفت المزارعين دون أي مبرر وتعمدت إصابتهم بشكل مباشر.
ويروي المزارع عليان لـ"الرسالة نت" ما جرى، فيقول "سمعنا أصوات اطلاق نار من الثكنة العسكرية المقابلة لمحررة نتيف "عتسراه" شمال البلدة، وشاهدنا مصطفى يسقط على الأرض مغشياً عليه".
ويضيف: "على الفور توجه عدد من المزارعين نحوه فوجدوه مصاباً بطلق ناري في الرأس، واستدعوا سيارة الإسعاف لنقله للمستشفى، التي حضرت بدورها على الفور وأقلّته لمستشفى كمال عدوان".
وعلى صعيد التوغل المستمر لقوات الاحتلال في المنطقة، يشير المزارع عليان إلى أن الجيش -القوات الخاصة تحديداً- تتسلل بشكل شبه يومي تجاه مزارع المواطنين مما يعرض حياتهم للخطر.
وبينت مصادر طبية في مستشفى الشهيد كمال عدوان، لـ"الرسالة نت"، أن أبو جراد وصل إلى المشفى بحالة وصفت بالحرجة، وهو غائب عن الوعي بعد إصابته بطلق في الرأس.
وأوضح أحد ضباط الإسعاف، أن الطواقم الطبية في مستشفى كمال عدوان، توجهت على الفور إلى المنطقة الحدودية الزراعية، شمال بيت لاهيا بعد تلقي اتصال من مزارعين أكدوا فيه إصابة أبو جراد بطلق ناري.
ويعدّ استهداف المواطن أبو جراد بمنزلة خرق جديد للتهدئة المبرمة بين المقاومة الفلسطينية و(اسرائيل) برعاية مصرية، عقب العدوان الاخير على غزة منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتتعمد (اسرائيل) استهداف المواطنين على الشريط الحدودي شرق قطاع غزة، فقد استشهد مواطنان وأصيب عدد آخر منذ إعلان التهدئة نوفمبر الماضي.