محرك البحث العالمي الأول

جوجل.. "شُبّيك لُبّيك معلومتك بين إيديك"

(الأرشيف)
(الأرشيف)

الرسالة نت- أحمد طلبة

"ما أدوات التحليل السياسي؟".. يسأل المدرّب.. حالة من التمتمة ولّدها الذهول من صعوبة المطروح تسود أجواء القاعة.. يقترب رائد بفمه من أحمد.. يوشوشه مكررا السؤال نفسها في حين يكتفي الأخير برفع يديه وتقويس شفتيه للأسفل كقول: "علمي علمك".

محاولة استعانة رائد بأحمد أخفقت، فبدآ يتبادلان نظرات الاستغراب فيما بينهما محاولين الخروج من المأزق بأي وسيلة متاحة دون لفت نظر الحاضرين، وهنا تلمع الفكرة في رأس أحمد.

يحاول الشاب الماكر إخفاء نفسه عن أنظار الموجودين بعد أن أمهل المدرب المشاركين دقيقتين لإجابة السؤال المطروح.. يختفي أحمد تقريبا وينزل بنفسه أسفل الطاولة حاملا جوّاله، وبـ"كبسة زر" أصبح متصلا بشبكة الإنترنت أو ما يعرف بـ"الويرلس"، والآن هو على صفحة "جوجل".

استطاع أحمد بتلك الحركة الخبيثة الخروج من مأزقه وسط أجواء من السكوت خيّمت على أجواء القاعة وسادت المتدربين الذين لم يخطر في بالهم فكرة استخدام محرك البحث رغم ورودها ضمن حساباتهم.

وهناك كثيرون كأحمد يلجؤون إلى استخدام محرك البحث العالمي (Google) في حال تعذر عليهم الوصول إلى معلومة أو صورة أو فيديو فتكون بين أيديهم في غضون ثوانٍ معدودة في حال الاستعانة بذلك المحرك.

وجوجل محرك صنعته شركته الأم GOOGLE، وهو الأكثر استخداما في الشبكة العنكبوتية.

وتتلقى الشركة ألف مليون بحث في محرك بحثها خلال اليوم الواحد، وقد صنعته عام 1997 على يد "لاري بيج" و"سيرجي برين".

الصحافي أحمد الكومي وهو محرر في موقع "الرسالة نت" الإخباري أجاب عن سؤال وجه إليه: "في حال استعصت عليك معلومة..؟"، فقاطع الحديث قبل إكمال السؤال دون تفكير قائلا: "ع قوقل جراي.. عنده بتلاقي كل اشي".

ويستعين الكومي خلال عمله بما سماها "موسوعة البلا" في حال أراد الوصول إلى مصطلح ما أو مفرداته لأنه لا يوجد وقتا كافيا للرجوع إلى الكتب ومصادر التأكيد الأخرى.

عمله يحتاج السرعة والدقة في تحرير المواد الصحافية، وتصادفه في بعض الأحيان مصطلحات تحتاج تفسيرا، لذلك يقول الكومي: "لا وقت لدي للرجوع إلى البحث سوى استخدام الجوجل".

وخدمة البحث واحدة من الخدمات التي تقدمها شركة "جوجل" الرائدة عالميا في مجال الويب، كما تتيح للمستخدمين البحث عن الصور والفيديو، ومن خدماتها كذلك: (جوجل درايف، وجوجل إيرث، وجوجل بلس، وجوجل ترجمة.. وغيرها).

أما الصحافي محمد الشيخ وهو محرر في موقع "الرسالة نت" أيضا فلا يلقي اعتبارا لرأي زميله، وينظر إلى محرك البحث العالمي على أنه ساعد مستخدمي الإنترنت على الركون في البحث وهجر الكتب.

ووفق الشيخ فإن التكنولوجيا التي يشهدها العالم فرضت نفسها على أرض الواقع، فأصبح "جوجل" الوسيلة الأسرع والأسهل في البحث عن فيديو أو صورة أو أي مفردات مستعصية وترجمتها كذلك.

ولكن هذه الطريقة في البحث عودت الشيخ وكثيرون مثله الاعتماد على شبكة الإنترنت خاصة محرك البحث جوجل، ما جعله يستغني عن الكتب والمراجع المكتوبة، "وهذا ما يعدم الثقافة"، وفق قوله.

ورغم ما تقدم فإن الشيخ يعارض فكرة الاعتماد على "جوجل" دائما لأنها وفق رأيه تعوّد الخمول والكسل والركون عليه في البحث عن أي شيء.

وتعتمد جوجل إنشاء منتجات تسهل على مستخدمي الإنترنت استعماله، وهناك ما يزيد على 30000 من موظفي Google متخصصون في التعامل مع الأدوات التي يستخدمها الناس كل يوم بدءًا من البحث وانتهاءً بـChrome.

البث المباشر