قائد الطوفان قائد الطوفان

فلسطين تودع "شافيز"

الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز
الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز

غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

صمت الثائر "الفنزويلي" رفيق الفقراء والمشردين للأبد! لن يسمع أحد بعد اليوم خطاباته المطوّلة ولن يتمعّر وجه أمريكا و(إسرائيل) من انتقاداته الحادّة.

أكثر من يلفهم الحزن على رحيله "فيدل كاسترو" وشقيقه "راؤول" فالأول هو الأب الروحي والملهم الأول للزعيم الراحل والثاني صديقه بلا شك !.

في هافانا وبكين وموسكو دمشق وطهران وأخواتها حزنوا لاستقلاله عربة الثوار الراحلين عن عالم الفقراء والمشردين، وقد خسروا واحداً من أعز الأصدقاء.

وكان الرئيس الفنزويلي "هوغو شافيز" قد توفي بعد صراع مع مرض السرطان، استمر عامين حيث تدهورت صحته في الآونة الأخيرة وأعلن قبل يومين عن وفاته.

"

ومن أبرز كلمات "شافيز"، "فنزويلا هي فلسطين .. وفلسطين هي فنزويلا" وقد اشتهر بخطاباته المطولة التي تناولت بشكل دوري موقفه من السياسة الخارجية أمام التلفاز

"

عرف بدعوته لتكامل أمريكا اللاتينية سياسياً واقتصادياً مع معاداته للإمبريالية وانتقاده الحاد للعولمة من الليبراليين الحديثين والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل).

يعد "شافيز" رجلاً عسكرياً متميزاً في الجيش الفنزويلي وقد قاد محاولة انقلاب فاشلة عام 1992 م ضد حكومة كارلوس أندريس بيريز، وتوجهاتها اللبرالية الحديثة، سجن بعدها حتى أطلق سراحه عام 1994  فأسس حركة الجمهورية الخامسة وهي حركة يسارية .

انتخب شافيز كرئيس لفنزويلا عام 1998 بسبب الوعود التي أطلقها لدعم فقراء والعمال الذين يشكلون الأكثرية من السكان، وأعيد انتخابه عام 2006.

"شافيز" وفلسطين

وحده من قبل أن يرتدي "أسمالاً" ويحتسي القهوة مع الثوار والفقراء في شوارع "كاراكاس" ووقف متحدياً لمرات كثيرة أمريكا وإسرائيل !

ورغم البون الشاسع في الفكر والأيديولوجيا والدين والعادات بين حركات التحرر الفلسطينية وبينه إلا أن "شافيز" كان دائماً صديقاً لفلسطين في السلم والحرب، ودعم بتصريحاته ومواقفه فلسطين في المؤسسات الدولية.

ومن أبرز كلمات "شافيز"، "فنزويلا هي فلسطين .. وفلسطين هي فنزويلا" وقد اشتهر بخطاباته المطولة التي تناولت بشكل دوري موقفه من السياسة الخارجية أمام التلفاز غير مستعيناً بالورق.

يقول المحلل السياسي عبد الستار قاسم إن "شافيز" كان دائماً في مواقفه واضحاً وشجاعاً وجريئاً، ليس مع فلسطين فقط بل دائماً ضد الهيمنة الأمريكية و(الاسرائيلية) في المنطقة.

"

تحدى السياسة الأمريكية وزار صدام حسين وإيران ووقف ضد الكيان الصهيوني فطرد السفير الإسرائيلي في عدوان 2008 وكان له مواقف متقدمة عن الدول العربية

"

ويضيف: "تحدى السياسة الأمريكية وزار صدام حسين وإيران ووقف ضد الكيان الصهيوني فطرد السفير الإسرائيلي في عدوان 2008، وكان له مواقف متقدمة عن الدول العربية".

وبعد موقفه الواضح من عدوان إسرائيل سنة 2008 خفّض "شافيز" مستوى التمثيل مع (إسرائيل) إلى حده الأدنى لقوله أنه لا فائدة من التعامل معها.

أما المحلل السياسي طلال عوكل فيرى أن فلسطين خسرت رجلاً كبيراً برحيله آملاً أن تمضي السياسة في فنزويلا على ذات الخط الذي تبناه "شافيز".

ويضيف: "كانت له مواقف تذكرنا بعهد الثورات والتحرير ضد الاستعمار، فكان دائما ضد كل عدوان إسرائيلي وتحالف أمريكا-إسرائيل ومع حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".

ويشير أن أبرز مواقف فنزويلا كانت في عهده مؤخراً، هو دعمها لطلب فلسطين بنيل عضوية دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة.

ويوضح عوكل أن "شافيز" تحالف مع كل من روسيا والصين وكوبا وكان له علاقات مع دول الممانعة في المنطقة العربية وأصدقائهم في إيران وسوريا والجزائر وحز الله وفلسطين.

صديق الفقراء

وولج "شافيز" إلى السياسة من بوابة حمل هموم العمال والمقهورين الذين ضجت بهم شوارع "كاراكاس" وأحيائها وحميت معاناتهم تحت حجرات الصفيح .

واعتبر "شافيز" الفلسطينيين بأنهم يعانون الفقر والتشرد والاحتلال، وهو الذي سمح لهم مؤخراً بدخول بلاده بغير تأشيرة وانتقد عدوان الاحتلال الأخير سنة 2012.

وجمعت كثير من اللقاءات السياسية مسئولين من فنزويلا والسلطة الوطنية الفلسطينية، راحت تجاه التعاون المشترك على صعيد الاقتصاد والمشاريع وكثير من الموضوعات الوطنية.

ويقول المحلل قاسم إن "شافيز" يؤمن بإقامة العدالة بين الفقراء والمضطهدين، وقد تحمل لأجل ذلك الضغط الأمريكي بينما اعتبرته (إسرائيل) دائماً من خارج مربع الأصدقاء.

ويؤكد أنه حمل الفكر الاشتراكي الماركسي وأن الزعيم الكوبي "فيدل كاسترو" كان الأب الروحي الملهم له، فبرز كقائد حربي له أيديولوجية خاصة ورؤية ضد قوى الاستعمار في العالم.

"

ملهم الثوار في أمريكا اللاتينية والعلاقة بين فنزويلا وكوبا في عهد شافيز-فيدل كاسترو ومن بعده شقيقه راؤول كانت قوية

"

ورغم أهمية حضوره في المشهد السياسي على مدار 14 سنة من حكمهـ إلا أن قاسم يقول، إن السياسات العامة للدول لا ترتبط بأشخاص، متسائلاً كيف سيكون المشهد من بعده ؟!.

وكانت كافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني قد نعت "شافيز" وامتدحت مواقفه الشجاعة والجريئة ضد (إسرائيل) والولايات المتحدة، ومناصرته لمناهضة الفلسطينيين للاحتلال.

أما المحلل عوكل فيرى أن "شافيز" نجح في بلاده؛ لأنه حمل فكر العمال والفقراء ما جعل الحظ يسانده في أكثر من دورة انتخابية.

وحول علاقته بكاسترو يضيف: "كان دائماً ملهم الثوار في أمريكا اللاتينية والعلاقة بين فنزويلا وكوبا في عهد شافيز-فيدل كاسترو ومن بعده شقيقه راؤول كانت قوية".

وخسرت فلسطين وكل الشعوب الثائرة وحركات التحرر حسب رؤية المحلل عوكل واحداً من أكثر الرجال شجاعة وجرأة أمام العدوان الإسرائيلي والسياسة الأمريكية.

البث المباشر