قائد الطوفان قائد الطوفان

نقطة انتهى

مقال: قمة المصالحة والارتباك الفتحاوي

إبراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

من تابع مؤتمر القمة العربية الأخير يعلم أن الرئيس محمود عباس فوجئ بدعوة أمير قطر لعقد قمة مصغرة لتحريك المصالحة الفلسطينية، وأنه لم يكن يرغب بهذه الدعوة، ولا يحبذ حراكا جديا لملف المصالحة خصوصا في هذا التوقيت بعد زيارة أوباما لبيت لحم، وحسم أمر سلطته ومنظمته اتجاه تحريك المفاوضات مع حكومة نتنياهو.

المفاوضات تتعارض مع المصالحة كليا، فهما خطان متوازيان لا يلتقيان، والمفاوضات تحولت لعمل عبثي لا يأتي بنتيجة غير استغلالها من قبل حكومة نتنياهو في تجميل وجهها القبيح، وغطاء لجرائمها ضد الارض والإنسان في فلسطين.

الرئيس محمود عباس لا يريد لهذه المصالحة أن تتم، إلا كما يريد ووفق رؤيته وتتمثل بحصر المشكلة في غزة وحكومتها ومقاومتها، وبهذا يقتصر الحل من وجهة نظره على تغيير الوضع في قطاع غزة، فهو ينظر إليه وإن لم يصرح بذلك كإقليم متمرد على شرعيته ورئاسته المُطلقة.

لهذا لا يُوجد استعداد حقيقي لسلطة رام الله لتقدم أي خطوة عملية وايجابية في الضفة الغربية مهما كانت صغيرة نحو المصالحة، فالاعتقالات مستمرة، والتنسيق الأمني مع الاحتلال يزداد عمقاً وانسجاماً، ومحاربة أي مظهر من مظاهر المقاومة يسير على قدم وساق، والعبث الاقتصادي وفق خطة نتنياهو يدمر تفاصيل الحياة للمواطن، وزيادةً على ذلك نبرة إعلامية متعالية متعنتة لا تحمل أي أُفق سليم أو رؤية وطنية مقبولة.

أبو مازن اليوم يخاف من المصالحة ومن الانتخابات لأنه يدرك أن انتخابات 2006 أفقدته السلطة الفلسطينية بطريقة شرعية، ومن ثم قطاع غزة بطريقة الحسم العسكري، وفي أي انتخابات قادمة سيفقد قيادته واحتكاره لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، لهذا لا أتوقع أن يُقدم على تنفيذ أيٍ من الاتفاقات الموقعة، وسيختلق المبررات للمراوغة والهرب من استحقاقاته.

لا اتوقع النجاح للقمة العربية المصغرة إن عقدت، وسنبقى نعيش في الفراغ بعيدا عن خطوات حقيقية لإنهاء الانقسام وطي صفحته وعودة اللحمة بين فتح وحماس، ولهذا أنصح قطر والدول العربية ان تغير اسلوبها في التعاطي مع هذا الملف، وان تركز على ترتيب البرنامج الوطني وإصلاح منظمة التحرير.

 

البث المباشر