رحلة قصيرة بدأها رامي الحمدالله رئيس وزراء رام الله في قصر الحكومة، بيد أنها لحظات قليلة كشف من خلالها الحمدالله عبر تقديم استقالته عن بيت العنكبوت المنسوج بـ"وهم الصلاحيات"، كما يقول مقربون منه.
تباينت ردود الفعل حول هذه الاستقالة لدى الشارع الفلسطيني، لكن المفاجئ أن قواه السياسية المختلفة أصلًا فيما بينها، تتفق اليوم على أهمية هذه الخطوة ودورها في إظهار حالة التدهور التي تعاني منها مؤسسات السلطة، وسبل إمكانية توظيفها لمستقبل سياسي فلسطيني أفضل.
خيارات معدومة
حركة حماس، بدورها، أكدت أن استقالة حكومة الحمد الله، كشفت عن ضعفها في تأدية واجبها تجاه حل المشكلات الداخلية للشعب الفلسطيني.
وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة لـ"الرسالة نت"، : "دليل على أن الخطوات الفردية وغير التوافقية تبقى ضعيفة وغير مجدية، ولا تحل المشكلة الفلسطينية الداخلية".
من جانبه، اعتبر جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان هذه الاستقالة دليل اضافي على ضعف مؤسسات السلطة برام الله في ضوء الانقسام السياسي التي تشهده الساحة الفلسطينية.
وقال محيسن لـ"الرسالة نت"، إن خيارات السلطة باتت معدومة في ضوء الانسداد التام لعملية التسوية وانحياز الموقف الامريكي لإسرائيل، مؤكداً فشل مهمة كيري والرهان عليه.
ودعا القيادي الفتحاوي الى البدء فورًا في تطبيق ما تم التوافق عليه بين حركته وحركة حماس، كحل أصيل، يضمن انهاء الانقسام وحفظ ما تبقى من مؤسسات السلطة في الاراضي الفلسطينية.
ضعف السلطة
من جهته اعتبر خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الاسلامي، أن هذه الاستقالة جاءت نتاج لحجم التراكمات التي ألقيت على عاتقه، مؤكدًا على ضعف مؤسسات السلطة في ضوء التفرد الاداري والسياسي التي تعاني منها.
وشدّد على موقف الحركة الداعي لتطبيق ما تم الاتفاق عليه بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة، وتشكيل حكومة موحدة، لضمان واقع سياسي أفضل للشارع الفلسطيني.
تخبط وفشل
وفي السياق ذاته، أكدّ رباح مهنا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، أن هذه الخطوة كشفت حالة التخبط التي يعاني منها النظام السياسي المنقسم أصلاً لدى السلطة الفلسطينية.
وقال مهنا لـ"الرسالة نت": " منطلقات الرئيس عباس في تشكيل الحكومة كانت فاشلة، وهو ما أدى الى هذه النتيجة"، مشددّا في الوقت نفسه على ضرورة تطبيق ما تم التوافق عليه بين حركتي حماس وفتح في القاهرة والدوحة.
أما حزب الشعب، فأكد، بدوره، على خطورة استمرار الانقسام السياسي في تدمير مؤسسات المجتمع الفلسطيني برمته، لافتا إلى أن المواطن الفلسطيني هو من يدفع ثمن التخبط الاداري والسياسي التي تعيشه مؤسسات النظام السياسي الفلسطيني.
وقال طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي في الحزب لـ"الرسالة نت": "كان من الخطأ تشكيل حكومة بدون توافق، واعربنا عن رفضنا للمشاركة فيها رفضًا للانقسام السياسي".
وحمّل الصفدي الأطراف السياسية كافة، مسئولية بناء النظام السياسي الفلسطيني، عبر تحقيق الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام السياسي.