يتعطش خزان سيارة السائق أبو يحيى لـ"بل ريقه" بقطرات من الوقود بعد شح البنزين من بعض محطات الوقود بالقطاع مؤخراً.
وبعد ساعات من انتظاره في طوابير المركبات المتعطشة، حصل أبو يحيى على ما يسد به حاجته لعمل يوم أو يومين "ع الخط "، مما دفعه الى "صف" سيارته أمام منزله بحي التفاح حفاظاً على قطرات البنزين " للمشاوير" الطارئة.
واشتكى السائق الثلاثيني من بعض محطات الوقود لاحتكارها السولار والبنزين واستغلالها اغلاق المعابر باختلاق الأزمات.
في حين أكد مدير عام الهيئة العامة للبترول عبد الناصر مهنا لـ"الرسالة نت" أن الكميات التي ترد الى القطاع في حدود احتياجات المواطنين، مشيراً الى أن الأزمة تولدت بسبب تدافع المواطنين على طلب هذه السلعة يفوق الكمية المعروضة دون حاجة لذلك.
ونفى مهنا استغلال محطات الوقود للأزمة، قائلا: "نتابع ناقلات الوقود من الحدود حتى وصولها للمحطة ويشرف على توزيعها وزارة الداخلية ومباحث التموين والهيئة العامة للبترول".
وأكد عدم وجود أزمة وقود، منوهاً الى أن الكميات التي تدخل الى القطاع هذه الأيام هي نفسها التي ترد قبل اشهر.
وعند سؤالنا له عن الكميات التي تدخل الى القطاع يوميا أجاب : " لا نستطيع أن نصرح بعدد الكميات التي تدخل، مستدركًا: "هي أكثر من احتياجات المواطنين العادية".
ويتزاحم عشرات المواطنين الغزيين على محطات الوقود بعد أن طرأ نقص واضح في كميات البنزين المدخلة للقطاع عبر الأنفاق الواصلة بين رفح جنوب قطاع غزة، والأراضي المصرية بحسب المواطنين.
مخاوف اغلاق المعابر
وعلى ما يبدو فان المخاوف التي تولدت لدى بعض المواطنين من خشية اغلاق المعابر نهاية الشهر الحالي بسبب أحداث 30 يونيو المصرية وتفاقم أزمة الوقود، سبب في تدافع المواطنين على المحطات ولجوء بعضهم الى تخزين كميات من الوقود " لوقت الزنقة ".
" مصر نفسها عندها أزمة بنزين.. وأحداث يونيو من الممكن أن تزيد الأزمة" بهذه الاجابة لخص صاحب محطة وقود شرق غزة -رفض ذكر اسمه- سبب شح البنزين في القطاع، مبيناً بأن محطته لم يصلها بنزين منذ ثلاثة أيام.
وقال من أمام مكتبه الصغير: " عندما تتوفر لدينا كميات سنبيعها بنفس السعر، ولا نلجأ لتخزينها واستغلال المواطنين "، وأضاف : " يتسارع السائقون الى المحطة فور سماعهم بوجود بنزين مما يشعر البعض الآخر بوجود شح كبير ".
وفي رد مدير عام الهيئة العامة للبترول على سؤالنا :هل ستؤثر الأحداث المصرية نهاية الشهر الجاري على القطاع وخاصة على كميات الوقود المدخلة، أجاب : "الذي يقوم بتوريد الوقود من الجانب المصري هو قطاع خاص ونحن نتابع هذه السلعة ونشرف على تسويقها ونعمل على زيادة الكمية المدخلة للقطاع".
وعلى ما يبدو فان مهنا لم يعط (الرسالة) رؤية واضحة بما ستعكسه الأوضاع المصرية على قضية الوقود الأيام القادمة، متأملا أن تتوفر السلع للمواطن دون تأثرها بالأوضاع الجارية.
تعاطي مع الشائعات
" تعاطي المواطنين مع الشائعات حول اغلاق الحدود هو ما فاقم المشكلة لدى المواطن" يقول مهنا، منبهاً الى ضرورة عدم الانجرار وراء الإشاعات.
الجدير ذكره أن قطاع غزة يشهد باستمرار أزمات نقص وقود، خاصة (البنزين) المستخدم في تشغيل مولدات الكهرباء، ما يسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وفي ختام حديثه طالب مهنا المواطنين بعدم تخزين كميات كبيرة من السولار أو البنزين لتفادي تفاقم الأزمات في القطاع، مشيراً الى وجود مشكلة لدى المواطن نفسه لتخزينه السلعة، وطمأن المواطن والسائق بأن الهيئة تعمل جاهدة لتوفير الوقود وايصاله للمحطات.