قائد الطوفان قائد الطوفان

عالماً ومصلحاً ومتواضعاً

المرحوم الشيخ على الشريف.. في عيون محبيه

أبو راس: صاحب همة عالية وجرأة صادقة وغيرة على الدين

مقداد: عالم عامل ضرب مثالاً واقعياً في الصبر

غزة _ رائد أبو جراد

الشيخ الجليل د. على الشريف عالم عرفته محافظات قطاع غزة عامةً، والجامعة الإسلامية خاصةً بمواقفه الصلبة إلى جانب الحق، حيث كان صاحب رأي صحيح يعبر به عن موقف أصيل.

لم يكن الشيخ الجليل أبو علاء مجرد عالم في الشريعة الإسلامية، إضافةً إلى التدرج في إسهاماته القوية الداعمة للحركة الإسلامية في فلسطين حيث كان من أوائل المؤسسين لجماعة الإخوان المسلمين بصحبة الشيخ الإمام الشهيد أحمد ياسين.

ويعد أبو علاء أحد الوجوه البارزة في حركة حماس، وهو خطيب مفوه ورجل من رجال الإصلاح المعروفين، وهو والد الشهيد القسامي علاء الشريف الذي استشهد في عام 2004م خلال استهداف منزل القائد القسامي أحمد الجعبري في حي الشجاعية.

"الرسالة" أرادت الوفاء للشيخ المجاهد الشريف "رحمه الله" عبر حديثها إلى أحبابه ورفاق دربه ليسردوا كلماتهم المعبرةً عن علاقتهم به، والمشوار الإسلامي الدعوي الذي خاضوه معه.

جرأة صادقة

الدكتور مروان أبو راس النائب في المجلس التشريعي قال أن علاقته بالعالم د. علي الشريف رحمه الله استمرت أكثر من عشرين عاماً وكان ذا همة عالية، وجرأة صادقة، وحرص شديد، وغيرة على الأمة والدين والمقدسات".

وأوضح أنه تلقى نبأ وفاة الشيخ العالم الشريف بحزن شديد وألم على فراق زميله ورفيق دربه، مستطرداً:" كان رحمه الله ينصر المظلومين، واسع الصدر، دمث الخلق، قريباً إلى القلوب، حاضر الابتسامة، متواضعاً عفيفاً، زاهداً كريماً، وكان بسعة  صدره وخفة روحه يستوعب تلاميذه".

وختم أبو راس قوله:"عزاؤنا يا أبا علاء أنك كنت من علماء فلسطين النجباء الثابتين المتمسكين بحقهم في فلسطين، وأنك قدمت ولدك الوحيد علاء شهيداً ونحسبه في عليين ونحسبه شفيعاً لك عند رب العالمين وكنت حينها الصابر المحتسب، الذي  تحمل الصعاب والمشاق".

أما د. زياد مقداد الأستاذ المساعد في كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية فعبر عن حزنه على فراق زميله الشيخ الشريف وقال واصفاً إياه أنه كان مثالاً للعالم الجرئ في قول الحق، محباً لأهله ووطنه، يتوخي الصواب في كل حكم يقوم به وفي كل كلمة ينطق بها، وكان مثالاً للتواضع رغم أنه حاصل على أعلى الدرجات العلمية في تخصص الشريعة الإسلامية".

المثل الأروع

وأضاف مقداد لـ"الرسالة" :"ضرب الدكتور أبو علاء رحمه الله المثل الأروع في الصبر والجلد في تحمله لخبر استشهاد ولده الوحيد علاء عالماً بأن فلذة كبده يسلك طريق الجهاد ذات المخاطر والتضحيات ولما وقع ما وقع واستشهد ولده ضرب مثالاً واقعياً في الصبر".

وأوضح أن العالم الشريف ساهم كثيراً في دعم الجامعة الاسلامية وكلية الشريعة فيها بإسهامه بقوة في افتتاح لجنة الإفتاء في الجامعة، مبيناً أنه كان نعم العالم العامل وضرب مثالاً للعلماء والطلبة، مؤكداً أن فلسطين بأسرها افتقدت هذا العالم الجليل.

وتابع مقداد حديثه عن المجاهد الشريف:"كان عالماً يطبق علمه على أرض الواقع ويعمل بما يقول وبما يعلم الناس به، وهو أول من يلتزم بكتاب الله وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وبأحكام الشريعة الإسلامية".

وأكد على أن الشيخ الشريف كان جريئاً في قول الحق، وذكر مثالاً على ذلك بقوله:" أذكر جيداً وقوفه في عهد السلطة حيث كان يجهر بالصوت العالي أمام المخالفات التي كانت تحدث من تلك الفئة، وكان يتوخى الحلال والحق في سائر أمور حياته".

وشيَّعت جماهير غفيرة من مدينة غزة مساء السبت الماضي العالم الشريف ويعد أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، والمحاضر في كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بعد صراع مع المرض، حيث ووري ثراه الطاهر بمقبرة الشهداء شرق المدينة.

وشارك في تشييع جثمان العالم الشريف رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وعدد من وزراء الحكومة، ولفيف من قيادات حركة حماس والإخوان ونواب المجلس التشريعي.

 

 

البث المباشر