بعد إصدار قرار اتهام الرئيس المصري محمد مرسي بالتخابر مع حركة حماس، تباينت آراء المحللين حول تأثير هذا القرار على قطاع غزة وحركة حماس بشكل خاص خلال الأيام المُقبلة، وأكدوا أنه يهدف إلى توتير العلاقة بين القيادة المصرية وقيادات حماس بغزة.
وأصدر المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة، قرارًا بحبس الرئيس المصري محمد مرسي لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيق بتهمة "التخابر" مع حركة حماس، و"اقتحام السجون" في إطار ما يعرف بقضية الفرار من سجن وادي النطرون.
المحلل السياسي ناجي البطة، أكد أن الانقلاب العسكري الذي تشهده مصر في هذه الآونة، يهدف إلى تركيع المنطقة وإخضاعها للعبودية التي أقرتها اتفاقية سايكس بيكو.
وقال البطة لـ "الرسالة نت"، إن ما يجري في مصر هو انقلاب عسكري بأيدي أمريكية "اسرائيلية" بريطانية خليجية، بغرض إخضاع مصر والمناطق المجاورة لها لسيطرتها.
وأضاف أن ما يحدث هو محاولة إبعاد أنظار الشعب المصري عن عدوه الحقيقي (إسرائيل)، وإيهامه بأن عدوه "حركة حماس"، مشيرًا إلى أن هذا الانقلاب هو حالة عدائية استثنائية من طائفة صغيرة بمصر لا تمس لها بالأصالة والقيم الأخلاقية، مؤكدًا أنه يصب في المصلحة الأمريكية "الاسرائيلية"، ولا يخدم مصلحة مصر العليا.
ولفت إلى أن هناك تداخل تاريخي بين فلسطين ومصر، ويحاول بعض العابثين بالأمن المصري أن يخربوا هذه العلاقة التي تخدم أعداء مصر.
وفي سياق متصل، شدد البطة على أن اتهام الرئيس مرسي بالتخابر مع حماس، يُعطي الضوء الأخضر للاحتلال بضرب قطاع غزة، مبيّنًا أنه يقدم الدعم الكامل من الانقلابيين في مصر للكيان "الاسرائيلي" في شن حرب ثالثة على غزة.
وأوضح أن هذا القرار يُخرج مصر من مسئولياتها القومية والعربية، ويسعى إلى تركيع الشعب المصري، لكي يصبح من العبيد وليس من السادة والقادة، معتبرًا أن أبعاده خطيرة على الشعب المصري والفلسطيني.
ورأى أن هذا القرار سيفشل وأن القضاة الصهاينة الموجودون في القاهرة مع الإعلام ستكون نهايتهم في هذه الجولة.
قرار غير منطقي
بدوره، وافق المحلل السياسي حسن عبدو ما قاله البطة بشأن إصدار قرار اتهام الرئيس مرسي بالتخابر مع حماس، قائلًا " هذا القرار غير منطقي، و يربط أمور ليس لها علاقة بغزة وحماس"، مؤكدًا أن من اتخذه بحق حماس، ينظر إليها على أنها كيان معادي.
واعتبر عبدو في حديثه لـ"الرسالة نت"، أن هذا الموقف سيؤدي إلى توتر العلاقة عمليًا بين القيادة العليا في مصر وحركة حماس في قطاع غزة، مبينّا أنه بداية توتر ستشهدها العلاقة بين الجانبين.
وأشار إلى أن هذا القرار سيأخذ أبعادًا واسعة تجاه قطاع غزة، خاصة أنه سيسهل المهمة على الاحتلال "الإسرائيلي" في حال تفكيره بشن أي عدوان على غزة، مضيفًا" لا زلنا في غزة نراقب الموقف، ولا أميل إلى تضخيم هذه المسألة، وتوتير العلاقات بين حركة حماس والقيادة المصرية".
وذكر أن هناك تصريحات أصدرها القيادي أسامة حمدان مسئول العلاقات الدولية لحركة حماس في بيروت، تفيد بأن ما يجري في مصر هو شأنًا داخليًا، وليس هناك أي رغبة من حماس بالتدخل بها، وستقف على مسافة واحدة من القوى السياسية المصرية كافة.
وتابع عبدو "هناك من يحاول أن يربط ما يجري في مصر من تجاذب، وتحويل حركة حماس إلى ورقة تستخدم داخليًا في التجاذب بين الأطراف المتصارعة"، مؤكدًا أن قيادات حماس في غزة ترفض أن تكون كذلك.
وبيّن عبدو أن الساحة الدولية وجهت عتابًا للجيش المصري بعد احتجازه الرئيس مرسي، بدون تقديم أي أمر قضائي ضده، لافتًا إلى أنه تم اللجوء إلى هذه القضايا، من أجل تبرير اعتقال مرسي.
وتبقى غزة في حالة ترقب شديد لما ستؤول إليه الأوضاع الجارية بمصر، وإلى أي مدى سيصل تأثير قرار حبس الرئيس مرسي واتهامه بالتخابر مع حماس، على العلاقة مع حركة حماس وقطاع غزة.