قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: ولادة قيصرية

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

بقلم/ وسام عفيفة

- في مصر يتعلمون ثقافة الاستشهاد، ورائحة الموت التي تنتشر في أنحاء محافظات مصر كافة تطهر المصريين من عبودية عشرات السنوات، إنها ولادة قيصرية لجيل مصري جديد.

- المصريون يحتفلون سنويا بالعبور العظيم في حرب أكتوبر، وتمجيد الجيش الذي اخترق حاجز بارليف (الإسرائيلي) وتحرير سيناء، واسترد الكرامة العسكرية المصرية التي انهزمت في حروب ال48ـ و الـ56 والـ67، أما اليوم هناك قسم من المصريين وإعلام الانقلاب العسكري يحتفلون بعبور حواجز النهضة ورابعة العدوية، وتحرير ميادين المعتصمين السلميين، هذه ولادة قيصرية لجنون السلطة.

- الكفار الجدد، كفروا بالديموقراطية، والاعتصامات السلمية، وحقوق الانسان، كفروا بالحوار والمبادرات والعمل السياسي، كفروا بالمحكمة الجنائية الدولية، والقضاء الوطني لملاحقة القتلة، الكفار الجدد ولادة قيصرية لمجموعات تؤمن بالقوة والعنف سبيلا للتغيير.

- تفوقت السينما الغربية بسلسلة أفلام خيالية شهيرة، لمصاصي دماء وشخصية دراكولا المرعبة، والمستأذبين، واستحوذت هذه الأفلام لسنوات على شباك التذاكر، وحصدت أعلى نسبة إيرادات، لكن في المقابل أصبح لدينا منافسة عربية لمصاصي دماء في أفلام الواقع زمن الربيع العربي، إنها دماء حقيقية والمصاصون يلبسون أزياء عسكرية، يحولون دماء ضحاياهم إلى وقود لعجلة الحكم وأثير فضائياته وإعلامه، لقد نجحت الولادة القيصرية لـدراكولا العربي.

- الجنرال الأمريكي كيث دايتون سبق الجميع بعملية ولادة قيصرية لإنجاب الفلسطيني الجديد الذي يؤمن بالمحتل (الإسرائيلي) صديقا، والمفاوضات سبيلا وحيدا، والتنسيق الأمني عقيدة، الفلسطيني الجديد يروج للانقلاب العسكري في مصر على أنه بداية استرداد السلطة المفقودة، وكسر العدو الإسلامي اللدود.

-  الثورات الغربية أسست معالم الديموقراطية وقواعدها ومؤسساتها، ومن أبرزها البرلمان وطقوسه، الثورات العربية التي خرجت من الميادين يجب أن تكون لها قيمها الخاصة واذا كانت دار البرلمان مصدر سلطة الشعب منذ عهد الرومان، فإن الميادين التي سالت فيها الدماء، تلد قيصريا ميدان الشعب، يستحق أن يتشكل فيه البرلمان والمحكمة، وفيه ينصب الرئيس والحكومات.

 

البث المباشر