قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة الحاضر الغائب في المواجهة بين أمريكا والأسد

باراك اوباما أعلن إنه سيطلب موافقة الكونغرس لضر سوريا
باراك اوباما أعلن إنه سيطلب موافقة الكونغرس لضر سوريا

غزة- لمراسلنا

بعد أن سقطت كلّ الرهانات على إمكانية حصر الأزمة السورية داخل الحدود، وبخاصة بعد اعلان الرئيس الأمريكي باراك اوباما انه سيطلب موافقة الكونغرس على عمل عسكري ضد النظام السوري، فإن رد الفعل الفلسطيني بدا متذبذبا بعض الشيء.

القضية الفلسطينية عموما وقطاع غزة على وجه الخصوص يتأثر بما يجري في أي من البلدان العربية، فكيف بسوريا التي تمثل محورا مهما للمانعة في المنطقة بعد كل من ايران وحزب الله؟، لكن هذا التأثر قد يكون له انعكاساته المختلفة على الصعيدين المحلي والاقليمي بالنسبة للفلسطينيين.

اللعب بالاستقرار في سورية سينتقل إلى اللعب بالاستقرار في كل دول المنطقة، لهذا فإن أذرع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ليس من المستبعد أن تكون جزءا من المواجهة، وهو أمر أكدت عليه بعض الفصائل ولا يستبعده المراقبون.

وفي الوقت الذي كان فيه البيت الأبيض يهيئ الرأي العام العالمي لضرب دمشق، كانت هناك عناصر تابعة للمقاومة الفلسطينية في غزة تطلق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة عام 1948 رغم التوافق الفصائلي على استمرار التهدئة المبرمة مع الاحتلال منذ حرب الايام الثمانية في نوفمبر 2012.

ردة الفعل تلك تفضي الى نتائج مهمة، أبرزها أن غزة تمثل الحاضر الغائب في المواجهة القائمة بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) من جهة والحليف الشيعي السوري من جهة ثانية. فغزة حاضرة بصفتها حاضنة للمقاومة التي قد تندفع باتجاه فتح جبهة مواجهة مع (إسرائيل) على اعتبار أنها جزء من قوى الممانعة، وغائبة من حيث إمكانية تأثيرها في المشهد السوري- الأمريكي.

الفصائل في غزة وإن بدت تصريحاتها متوافقة حول رفض التدخل الأمريكي في الشأن السوري، لكنها تباينت حول امكانية أن تكون جزءا من المواجهة المتوقع حصولها خلال الأيام أو الاسابيع القادمة، كما قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما.

الجبهة الشعبية -القيادة العامة- هي واحدة من الفصائل التي أعلنت صراحة رغبتها بفتح مواجهة مع الاحتلال ردا على ما يسمى بـ"العدوان على سوريا".

وقال لؤي القريوتي القيادي في الجبهة "نحذر من مغبة قيام الولايات المتحدة الأمريكية والغرب من توجيه أي ضربة عسكرية ضد سوريا، فنحن لا نقبل بأي عدوان على أي بلد عربي". وأضاف القريوتي "لن نقف مكتوفي الايدي، فاذا حصل عدوان على سوريا فهو توقيت مناسب للاشتباك مع العدو الصهيوني وارباك جبهته الداخلية".

بدوره هدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، بخرق التهدئة الموقعة مع الاحتلال في حال وجهت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة عسكرية ضد سوريا، مؤكدا أن أي اعتداء عسكري على سوريا، سيؤدي إلى توتر الأوضاع في المنطقة.

في أعقاب تصريح المدلل سارعت الجهاد الى إصدار تصريح ينفي رغبتها بتوجيه ضربة الى الاحتلال حال تعرض سوريا لأي هجوم خارجي، مؤكدة رفضها الاعتداء على أي بلد عربي مسلم.

وبالنظر الى موقف حركة حماس من المشهد السوري، فتتحفظ الحركة على الأدلاء بموقفها تجاه ما يجري من تلويح امريكي باستخدام القوة ضد نظام بشار الاسد الذي توجه له تهمة ارتكاب مجازر بحق شعبه.

ويفسر مراقبون تحفظ حماس على موقفها بأنه عائد الى رفضها للتدخل الأمريكي في الشأن السوري حتى لا يتحول الى عراق جديد، لكنها في الوقت نفسه تؤيد حق الشعب السوري في تحقيق رغبته في الحرية واستبدال النظام.

ومما لا شك فيه فإن الظن بأن سورية وحدها هي التي ستسقط، فهو ظن خاطئ لأن ما يجري في كل من لبنان والعراق ومصر يؤكد أن دول المنطقة كلها ستكون في مهب الريح.

ووفقا لما يراه المراقبون فإن الحرب على سوريا ستعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة، لأن بناء الأوطان على الركام والدمار سيقيم تحالفات جديدة وسيدفع الفلسطينيين مجبرين على تقديم مواقف مخالفة لما يجري الآن.

كل ما ورد يعكس تأثر غزة بتحالفها الجيوسياسية مع سوريا، وهو أمر يحتم عليها اتخاذ موقف متوازن يضمن لها البقاء كجزء مع ما تبقى من محور الممانعة، مع الاحتفاظ بالتهدئة التي تؤهلها لمرحلة جديدة من الصراع مع الاحتلال.

البث المباشر