قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حلبة مصارعة

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

بقلم/ أ. وسام عفيفة

صالة حلبة المصارعة تعج بالجمهور من كل الألوان والجنسيات، فيما خصصت مقاعد للأثرياء والأقوياء الذين عادة يشاركون في المراهنات على المتنافسين.

اليوم المباراة مثيرة جدا، والحماس في ذروته بين الخصوم والمشجعين على حد سواء، وقواعد القتال مفتوحة في حلبة مصارعة الشرق الأوسط، أما المتصارعون فهم غير تقليديين.. ليس بينهم جون سينا، والأندرتيكر، وهولك هوجان، وريك فلير، وروك، وستون كولد.

المتنافسون الثلاثة هم: التركي رجب طيب إردوغان، والسعودي عبد الله ابن عبد العزيز والإيراني حسن روحاني، أما لجنة الحكام فتتألف من الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين.

شروط اللعبة تقضي أن يتواجه المتصارعون الثلاثة، ومن يتم إلقاؤه خارج الحلبة يخسر، بينما يتواجه المتصارعان، والفائز بينهما هو من يثبت على حلبة الشرق الأوسط، بعد أن يقذف غريمه خارجا، أو يسقطه بالضربة القاضية.

كل من المتصارعين الثلاثة لديه محور يدعمه، ولقب يحاول الوصول إليه، خصوصا بعد عاصفة الربيع العربي التي غيرت التحالفات وقواعد اللعبة، وبعدما خلع الجميع الأقنعة في سوريا ومصر وأصبح اللعب على المكشوف.

المعلق الرياضي يفتتح المباراة بحماس عبر مكبرات الصوت بعد قرع الجرس: مشاهدينا الأعزاء جمهور ومحبي مصارعة الكبار، أهلا ومرحبا بكم في لقاء القمة بين الثلاثي التركي والإيراني والسعودي، المباراة ساخنة من بدايتها، ويبدو أن اللاعب التركي يريد أن يعيد أمجاده العثمانية، ويعتمد اليوم على فريق يضم الأكراد و جماعة "الإخوان المسلمين"؛ أما اللاعب الإيراني روحاني، فيعتمد على فريق قوي من الشيعة يضم الجزء الاكبر من الهلال الخصيب سابقا: (العراق وسوريا ولبنان)، في حين يسعى اللاعب السعودي للحفاظ على اللقب الملكي، لهذا تدعمه ملكيات المنطقة.

ثم يشتد التشجيع، وتزيد أموال المراهنات مع سخونة المواجهة ومشهد الدماء على الحلبة، والمعلق الرياضي يصرخ: يا لها من مباراة غريبة عجيبة، اللاعب التركي والسعودي يهاجمان اللاعب الايراني لإخراجه من الزاوية السورية، لكن روحاني لا يزال متشبثا بحبال الحلبة، والضرب يتواصل.

ثم يهيج جمهور المشجعين مرة أخرى، ويواصل المعلق نقل المشهد بحماس أكبر: واااااااااه .. يا الله يا الله، هذه مباراة مثيرة بالفعل، اللاعبان التركي والسعودي، يشتبكان في الزاوية المصرية، والملك يحاول أن يلقي اردوغان خارج الحلبة، بينما روحاني يتلقط أنفاسه ويعود مجددا للحلبة، ويهاجم مع السعودي اردوغان، كما ترون مشاهدينا، هذه لعبة مفتوحة لا قواعد فيها، ومصلحة كل فريق تدفعه لمهاجمة الآخر لأنه في النهاية يجب أن يبقى لاعب واحد على حلبة الشرق الأوسط...

يواصل المعلق: اردوغان يحاول التقاط أنفاسه، ويحتج لدى الحكم الامريكي لأنه لم يتدخل عندما ألقوا به من الزاوية المصرية، اوباما يتجاهله.. يطلب منه مواصلة اللعب، في المقابل الحكم الروسي أنقذ روحاني عندما حاول اللاعبان التركي والسعودي إخراجه من الحبال السورية.

القلق يتصاعد ليس لدى المتنافسين الثلاثة ومشجعيهم فقط، بل لدى المراهنين الذين دخلوا بثقلهم كي يربحوا، بغض النظر عن الاثمان، والدماء التي تغطي حلبة المصارعة.

البث المباشر