غزة- الرسالة نت
تناولت الصحف العربية عدداً من التقارير والأخبار التي تتعلق بحالات الزواج والطلاق ومشاكلها، ولم تخلُ بعض تلك الأخبار من الغرابة الممزوجة بالطرافة، حيث نقلت صحيفة "الجمهورية" المصرية تقريراً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يؤكد أن 90% من الرجال في مصر يفضلون إنجاب الذكور. وكشف التقرير أن 10 آلاف شخص طلقوا زوجاتهم بسبب إنجابهن للبنت دون الولد عام 2008، وكان هذا الأمر أحد أسباب ارتفاع نسبة الطلاق في الصعيد على مستوى الجمهورية.
من جانبها، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن إحصائيات حديثة كشفت أن نسبة العنوسة في العاصمة الرباط، وهي الأعلى في المغرب، بلغت أكثر من 10%. وسجلت الإحصائيات الميدانية أن أكثر من 3 من أصل 10 مغربيات تنتهي فترة الخصوبة لديهن من دون أن يتزوجن، وتعد العنوسة والظروف المادية وراء فكرة تقاسم النفقات وانتشار ظاهرة زواج أطلق عليه البعض "فيفتي فيفتي".
وجرى تفسير انتشار ظاهرة زواج "فيفتي فيفتي"، بالتلاشي التدريجي لاعتقاد كان سائداً لدى الذكور، مفاده أن الاقتران بفتاة متعلمة وعاملة تساعده في تحمّل تكاليف الحياة يعد عيباً وتقليلاً من شأنه، كما تنازلت فتيات هذا العصر عن أحلام نساء الأمس اللائي كن يحلمن بفارس الأحلام، ذلك الفتى الذي يمتلك شقة وسيارة ورصيداً في البنك.
وتقول خديجة بحراوي، وهي معلمة خاضت حديثاً تجربة زواج تقاسمت فيه نفقات الزواج وتأسيس عش الزوجية مع خطيبها، إنها مرت بفترة خطوبة امتدت سنوات، وكادت أن تنتهي لصعوبات واجهت خطيبها في توفير الإمكانات اللازمة لزواجهما، فأقنعته بأن تتقاسم معه النفقات كافة وشراء شقة مشتركة ووضع "خارطة طريق" لأحوالهما المعيشية كافة في الحاضر والمستقبل. وتقول بحراوي: "بالفعل نجحنا في مسعانا، وتكلل بزواج يسير على ما يرام".
كذلك، ترى سكينة صديقي، وهي خريجة جامعية وموظفة، أنها لا تجد أي شائبة في زواج يقتسم فيه الزوجان نفقته، وترى أن من حق أي فتاة أن تكون لها اختيارات في شكل الارتباط الذي تريد. لكن زميلتها ليلى الفارسي أيدت الفكرة بتحفظ، وقالت إنها شخصياً ستقدم على مثل هذا الزواج، ولكنها طالبت الفقهاء في المغرب بتنوير المجتمع في الكثير من حالات الزواج، ومن ضمنها الزواج الذي يقتسم فيه الشريكان نفقته. ويرى الشيخ إسماعيل الخطيب، وهو يعمل محاضراً في الفقه الإسلامي بجامعة تطوان شمال المغرب، أهمية تشجيع الزواج بين فئات الشباب، مادام الزواج مكتمل الأركان.