قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الحمار والبردعة

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

بقلم/ أ. وسام عفيفة

قبل ما نبدأ الكلام، ما بيحلى الحكي الا بالصلاة على النبي العدنان، فقد كثر الحديث عن أزمة الكهرباء، ولأنه في حلكة الظلام، وعز الزنقة، يبحث الانسان عمن يحمله المسئولية، ومع قناعتنا ان كل "جمَال"، لازم "يعلي باب بيته"، والكبير كبير بمسئوليته وجهده، وليس "بنفخة صدره"، الا ان هناك شريحة تطلق على نفسها أحيانا مثقفين، ومرة اعلاميين، وتارة نخب، لديهم مهارة عالية في الصيد، ولكن في الماء العكر، فهم يتجاهلون المتسبب الحقيقي بأزماتنا التي تتجمع تحت كلمة واحدة: "الحصار".

حكايتنا مع هؤلاء تذكرنا بقصة القبيلة الهبيلة التي كلما أوقع الحمار، الأحمق المكار، أحد أفرادها، فأحدث الاصابات، وكب الزواد وأتلف الزاد، انهالت جميعها ضربا في البردعة ..!

ويروح أفرادها ينفثون تبرما وتزمرا من سوء أفعال البردعة، ويصبون جام غضبهم، وأكداس سخطهم على البردعة!

وبعد طول تشكي وهجاء.. يطالبون بضرورة تغيير البردعة. ويظلون لسنوات ينددون ويطالبون بوجوب تغيير البردعة. وبعد لأي، وعلى مضض، يتم تغيير البردعة. ويمضي الحمار كعادته في الرفس والعض وطرح أفراد القبيلة بالأرض محدثا بها الإصابات، وموقعا فوقها النكسات، ولا يتوانى الشجعان من أبناء القبيلة عن الضرب في البردعة.

وبعد طول سنين معاناة، ونقد وتأفف، يكثفون طلبهم بضرورة تغيير البردعة.

وتتغير البرادع، بردعة، تلو بردعة، تلو بردعة.

وفي كل مرة تبقى ريما على عادتها القديمة.

ولا يأتيهم عيد، وفيه ثمة جديد.

وتجدهم دائما يتركوا للحمار أمر تغيير البردعة.

وبالطبع فان الحمار لا يفهم في البرادع، وانما:

في البرسيم والفول والنهيق والبرطعة..

وتتغير البرادع، وتتبدل، والحمار هو الحمار

وتزداد الحماقات وتتفاقم الأضرار..

وأهل القبيلة الهبيلة لا شغل لهم سوى الشكوى والضرب في البردعة.

حتى صاروا عند باقي القبائل مضربا للمثل لمن لا يعرف المصدر الحقيقي لمشاكله وبلاويه، فيطلق سهامه ويسدد ضرباته إلى غير الهدف الصحيح الذي يفيده ويغنيه فيقال عنه:

كمن يتركون الحمار.. ويؤدبون البردعة!

وهنا تنتهي قصة البردعة والحمار، أما قصتنا مع الكهرباء فلم تنته، ومن قبل أن يقوم بدور البردعة، سيظل يواجه أذية الحمقى، ويتحمل وزر المسئولية، أما الحمار فهو غير مبال، ومكار، ولن يتوقف عن الرفس والبرطعة.

على العموم مشكلة قضيتنا وأزمة قبيلتنا كلها "بعجرها وبجرها"، أنها تورطت يوم ارتضت أن تشتري "الرسن" قبل الحصان، فلا نفعنا الرسن، ولا ركبنا حتى حمار، وسمينا أنفسنا أمام القبائل خيالة.

البث المباشر