قائد الطوفان قائد الطوفان

أنفاق المقاومة بغزة كـ"كوتشي" لن تزول!

داخل احد انفاق المقاومة
داخل احد انفاق المقاومة

الرسالة نت- محمد الشيخ

من أشهر التكتيكات الحربية التي عرفها التاريخ وسجلت نجاحًا أسطوريًا، تكتيك حرب الأنفاق في الثورة الفيتنامية بمنطقة "كوتشي"، التي أصبحت علامة مميزة لمقاومة الفرنسيين، ثم الأميركيين.

وتمثل حرب الأنفاق الفيتنامية –التي كانت ضمن شبكة معقدة من الأنفاق السرية- تجانسا بين المقاتل الفيتنامي والتضاريس، إذ سخرها لمواجهة الجنود والأسلحة والآليات، والاحتماء من الغازات والقنابل الدخانية.

أنفاق المقاومة الفلسطينية في غزة, لغزٌ يحير رابع أقوى جيش في العالم، وعجز بكل منظومته العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية الوصول إلى حل يمنع تواجد الأنفاق على حدود القطاع مع الأراضي المحتلة عام 1948م.

واعترف موشيه يعالون وزير الحرب "الإسرائيلي"، بخطورة أنفاق المقاومة في غزة, وقال "إن ظاهرة الأنفاق التي يحفرها الفلسطينيون مثيرة للقلق".

جاء ذلك خلال زيارة نظّمها يعالون، للجنود والضباط الجرحى، الذين أصيبوا في عملية "بوابة المجهول" بنفق (العين الثالثة) التي نفذتها كتائب الشهيد عز الدين القسام –الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية حماس- نهاية أكتوبر الماضي.

ويضيف يعالون: "حماس تُعِدُّ نفسها للحظة التصعيد، وتعمل أيضًا على تسليح نفسها بوسائل قتالية جديدة، والأنفاق جزء من هذا الإعداد؛ لمهاجمتنا في المستقبل، ونحن نعمل على إحباط هذه النوايا".

عجز "إسرائيلي"

وسبق أن اعترف ضابط "إسرائيلي" رفيع المستوى، بإخفاق قوات الاحتلال في مواجهة أنفاق كتائب القسام في غزة.

ونقلت القناة العاشرة "الاسرائيلية" عن قائد المنطقة الجنوبية في قوات الاحتلال قوله: "إن الجيش يواجه فشلًا ذريعًا في مواجهة ظاهرة الأنفاق التي تحفرها الفصائل المسلحة، وبالتحديد حماس، لتنفيذ عمليات ضده".

وأكد الضابط "أن الجيش مضطر لإرسال قوات المشاة للبحث عن عيون تِلك الأنفاق"، موضحًا أن التقديرات تشير إلى حفر حماس العديد من الأنفاق لتنفيذ عمليات كبيرة.

وحذّر من أن أنفاق غزة ستؤدي إلى كارثة في حالة دخول مسلحين فلسطينيين إلى إحدى المستوطنات، "إذ لا تكفي القوة الموجودة في تلك المستوطنات لحمايتها، في ظل سحب قوات الجيش من حراستها", وفق قوله.

المحلل العسكري "الإسرائيلي" روني دانيال يتحدث دائمًا عن خطر الأنفاق وقوتها وأثرها، ويقول في أحد التقارير الصحفية له "هناك عشرات الأنفاق تستطيع أن تستخدمها المقاومة متى تشاء، ولا يمكن لإسرائيل السيطرة على الأنفاق إلا بالسيطرة على الطرف الأخر منها (أي العمق في أراضي قطاع غزة )".

ويعتبر دانيال أنه لا يوجد مشكلة بطرف النفق من جهة الأراضي المحتلة، ويطالب حكومة "إسرائيل" للتغلب على هاجس الأنفاق أن تسيطر عليها من طرف القطاع.

بدوره، قال رئيس هيئة الأركان "الإسرائيلية" بيني غانتس إن التهديد القادم من الأنفاق كبير، مشددًا على مواصلة الجيش العمل ضدها طالما اقتضت الحاجة.

وشدد غانتس في تصريح لموقع القناة العبرية الثانية على أن التهديدات القادمة من غزة لم تزل على حالها، وأنه سيواصل التأقلم معها.

"لن تزول"

الدكتور عمر جعارة المختص في الشأن "الإسرائيلي" يرى أن المنطق العسكري يقول حتى لو احتلت "إسرائيل" غزة مرة ثانية لن تستطيع القضاء على الأنفاق؛ لأنها وسيلة ناجحة في الحروب المعاصرة.

ويقول جعارة "الرسالة نت": "بعد فشل تجربة الاحتلال مع الأنفاق وانتصار المقاومة عليه مرتين أولا في عملية أسر جلعاد شاليط عام 2006، وثانيا في عملية بوابة المجهول بخانيونس التي أصيب فيها 5 جنود، ليس من العجب أن يضخّم الإعلام "الإسرائيلي" خطر الأنفاق وأسر الجنود لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين".

ويضيف: "العسكريون يعرفون أن هذه الوسيلة (الأنفاق) لا تقاوم إلا بالعمل الاستخباري وتوفير المعلومات، وبعدم توفر هذه المعلومات للاحتلال سيبقى خطر النفق قويًا وفعالًا ومؤثرا خاصة من جانب ضعيف يمتلك إرادة المقاومة والصمود بوجه المحتل الظالم".

ويؤكد جعارة أن الأنفاق ستظل كابوسًا يلاحق ويؤرق مضاجع الاحتلال مهما حاول القضاء عليها أو كشف بعضها.

""

""

""

""

البث المباشر