"المغراقة" تنجو من الغرق وتنتظر مساعدتها

طواقم الدفاع المدني تنقذ المواطنين
طواقم الدفاع المدني تنقذ المواطنين

غزة-محمد أبو حية

بدأت عشرات العائلات الفلسطينية بالعودة لبيوتها في بلدة المغراقة وسط قطاع غزة بعد رحلة معاناة قاسية جراء المنخفض الجوي الذي أغرق المنازل وأتلف أثاثها منذ يوم الأربعاء الماضي.

45 أسرة فلسطينية بواقع 250 فردًا هي حصيلة من استطاعت الطواقم الإغاثية إجلائهم إلى مركز الوفاء لرعاية المسنين في مدينة الزهراء الذي فتح أبوابه لاحتضان المنكوبين.

يقول مدير مركز الوفاء لرعاية المسنين أحمد مشتهى لـ"الرسالة نت" إن المركز فتح أبوابه فورا أمام المتضررين من المنخفض بالتعاون مع اللجنة الحكومية  لإدارة الأزمة وبلدية المغراقة وحركة حماس وجهاز الدفاع المدني.

وأضاف: "بحكم أن المركز في مدينة الزهراء وقريب من المغراقة سهّل عملية نقل المتضررين وإغاثتهم بأقصى سرعة, وخاصة أن عملنا إنساني ووطني بامتياز".

وتفاقمت معاناة سكان بلدة المغراقة بعد إقدام الاحتلال "الاسرائيلي" على فتح سدود مياه الأمطار لديه صوب وادي غزة فارتفع منسوب المياه في الوادي وسالت تجاه المنازل.

وأشار مشتهى إلى أن إدارة المركز زارت المناطق التي غرقت؛ لتقدير الموقف ومساعدة المتضررين, واتصلت بالجهات المختصة لتوفير الدعم مثل الغذاء والأغطية وغيرها.

وأوضح أن عددا كبيرا ممن وصلوا إلى مركز الإيواء هم من النساء والأطفال والشيوخ لافتا إلى أن الطواقم الطبية التابعة لمركز الوفاء شرعت بإجراء الفحوصات اللازمة للمرضى منهم وتقديم الإسعافات الأولية لمن تعرضوا لنزلات البرد.

وتابع مشتهى: "بعض العائلات التي أصبحت بيوتها صالحة للإقامة عادت إليها فيما بقي عدد آخر إلى حين إنتهاء الإجراءات اللازمة لتعيدهم الطواقم المختصة".

وبذلت بلدية المغراقة جهودا كبيرة جدا لتجنيب المواطنين آثار المنخفض الجوي إلا أن مياه الأمطار أغرقت عددا كبيرا من البيوت, بينما تمكنت لاحقا من إنقاذ سكانها بالتعاون مع الدفاع المدني وجرى إجلائهم إلى مركز الوفاء بمدينة الزهراء.

كما ساهمت البلدية بتقديم المساعدات الطارئة للمتضررين وتأمينهم في مركز الإيواء بالتعاون مع حركة حماس وعشرات المتطوعين.

ولا يتوقف لسان إحدى السيدات المسنات عن الدعاء لكل من ساهم في إنقاذ حياتهم وانتشالهم من مياه الأمطار والمياه العادمة التي داهمت منازلهم.

وقالت السيدة لـ"الرسالة نت" إنها نجت وأسرتها بأعجوبة بعد أن غمرت المياه منزلهم وحاصرتهم في غرفة صغيرة بالمنزل قبل أن تصل إليهم طواقم بلدية المغراقة والدفاع المدني.

وتعمل عدة سيدات على تنظيف المركز قبل الرحيل عنه إلى بيوتها, وينشغل الرجال في نقل ما حصلوا عليه من مساعدات لأطفالهم.

بسام حمادة مسؤول جهاز العمل الجماهيري في منطقة المغراقة والزهراء, قال لـ"الرسالة نت" إن لجنة الطوارئ التي شكلوها ساهمت كثيرا في إنقاذ حياة المتضررين في المغراقة.

وأضاف أن فرق الجهاز ركزت على خدمة اللذين وصلوا إلى مركز الإيواء بالتعاون مع وزارة الشؤون الإجتماعية وجرى توفير الملابس والفراش.

وإشار إلى أبناء حماس أعدوا فرقا خاصة لتنظيف وإعادة ترميم البيوت التي داهمتها مياه الأمطار حتى تعود العائلات الفلسطينية إليها.

وأوضح أن الحركة والحكومة أعدتا لجنة ميدانية لتقييم الأضرار في المغراقة, ومن يسمح بيته بالسكن ينقل أصحابه إليه فورا بعد توفير المستلزمات الضرورية.

ووجه الشكر للسيدات في الحركة النسائية التابعة لحماس اللواتي ساهمن في توفير الملابس للسيدات إضافة إلى المصابيح الكهربائية وغيرها.

بلدية المغراقة شرعت منذ ساعات الصباح بسحب مياه الأمطار من المنازل عبر المضخات الكبيرة كما فتحت جزء من الشوارع التي أغرقتها مياه الأمطار حتى تتمكن العائلات من العودة إلى منازلها.

أحد المتضررين من المنخفض الذين حزموا أمتعتهم للعودة إلى بيوتهم شكر كل من ساهم في إنقاذ حياتهم, وكما عبر عن سعادته من ترميم بيته سريعا ليعود إليه بدلا من البقاء في مركز الإيواء.

وتمنى في حديث لـ"الرسالة نت" أن تساعدهم الحكومة الفلسطينية خلال الأيام القادمة على إعادة تأهيل بيوتهم لتكون صالحة للحياة بعد إنجراف أجزاء منها بفعل مياه الأمطار والرياح التي صاحبت المنخفض الجوي العميق.

رئيس بلدية الزهراء جلال طومان زار المتضررين في مركز الوفاء لرعاية الأيتام بمدينة الزهراء وتفقد أحوالهم واطمئن على الجهود الجاري لإعادتهم إلى منازلهم سالمين.

وسمع طومان من العائلات, التي أوصت بضرورة وضع خطة إستراتيجية لترميم البنية التحتية الحالية وإعادة تأهيلها سريعا لتكون جاهزة لمواجهة أي منخفض جوي جديد.

وكان منسق تجمع المؤسسات الخيرية ووزير العمل السابق أحمد الكرد, قال لـ"الرسالة نت" إن التجمع سعى منذ بداية المنخفض لإغاثة المتضررين من خلال تقديم مساعدات مالية وعينية عاجلة.

وأوضح الكرد أن التجمع رصد 170 ألف دولار للمرحلة الأولى من الإغاثة في محافظات القطاع كافة بهدف تقديم الطعام والشراب والأغطية بالتعاون بين حماس والحكومة والقائمين على مراكز الإيواء.

وعن المرحلة الثانية من إغاثة المتضررين, أوضح الكرد أنها ستبدأ بعدما ينقشع المنخفض الجوي حتى تستطيع الطواقم المختصة تقييم الأضرار وإعادة تأهيل المنازل حتى تعود العائلات إلى بيوتها.

البث المباشر