أعلن علي بركة ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في لبنان تشكيل قيادة سياسية موحدة تضم جميع الفصائل والقوى الفلسطينية العاملة في لبنان من أجل تجنيب المخيمات الانزلاق في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد مؤخرا.

وقال بركة في حديث خاص بـ"الرسالة نت": "اتفقت الفصائل على تشكيل قوى عسكرية في مخيمات لبنان لحفظ الأمن وضبط الأوضاع"، مبينا أن القوة التي تم تشكيلها في مخيم عين الحلوة وحده بلغت 50 فردا.

ويرى أن ما تشهده بيروت من أحداث أمنية "خطيرة" تداعياتٌ للأزمة السورية، قائلا: "لبنان بات مكشوفًا أمنيًا وسياسيًا ولاسيما في ظل غياب حكومة لبنانية رسمية تدير البلاد".

تحذير

وحذر بركة من محاولات بعضهم إقحام المخيمات في أتون الأزمات التي تشهدها لبنان وسوريا، مستنكرا بشدة حملات التحريض التي تشنها وسائل الإعلام اللبنانية ضد المخيمات من أجل زجها بالأحداث التي تشهدها البلاد.

وقال: "نرفض استخدام المخيمات كصندوق بريد أو لتصفية الحسابات، ولن نكون إلّا عامل وحدة في الشأن اللبناني".

وشدد بركة على أن حركته ترفض التدخل في الشؤون العربية الداخلية، مشيرا إلى أن حماس تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف السياسية اللبنانية.

وكشف القيادي في حماس النقاب عن وجود اتصالات عالية المستوى بين حركته والمؤسسة الأمنية والسياسية في لبنان من أجل تفادي الحوادث الأمنية التي تشهدها البلاد.

ونفى بركة بشدة تورط المخيمات في أي حدث أمني، وقال: "كلهم باتوا يدركون أن الأوضاع في المخيمات أفضل من خارجها"، مشددًا على أن الفصائل ستسحب الغطاء عن أي جهة أو فرد فلسطيني يثبت تورطه في أي حدث أمني.

وأعرب بركة عن خشيته من تصعيد الموقف الأمني بالبلاد، وحدوث هزات أمنية بالبلاد، "بفعل التطورات المتسارعة وتعذر تجديد انتخاب رئيس الجمهورية مع قرب نهاية ولايته".

وجدد تأكيد حركته التواصل مع جميع مكونات الدولة والأحزاب وارسال رسائل طمئأنة لها، "بغرض توضيح موقف الحركة والمخيمات من الأزمة وتأكيد حرصها على أمن واستتباب الأوضاع بلبنان، والسعى إلى عدم انزلاقه نحو الاقتتال الداخلي".

وأكد بركة أن الأحداث الأمنية التي مر بها لبنان مؤخرا استهدفت السلم الأهلي، مشددًا على دعم حماس كل الجهود الرامية لرأب الصدع بين القوى من أجل تجنيب لبنان ويلات الفتن والأحداث الأمنية.

وجول الأوضاع الأمنية داخل المخيمات، نوه بركة أيضًا  إلى خطورة استمرار تداعيات الخلاف في حركة فتح بين فريقي عباس ودحلان، مشيرًا إلى وجود تواصل مع الجانبين لضمان عدم تدهور الأمور.

لاجئو سوريا

أما عن أوضاع المخيمات السورية، فاستنكر ممثل حركة حماس في لبنان استمرار حصار القوات السورية النظامية المخيماتِ الفلسطينية، مشيرًا إلى وجود اتصالات غير مباشرة بين حركته والنظام السوري لإنهاء ذلك الحصار.

وذكر أن حماس شكلت لجنة قيادية عليا لمتابعة ظروف مخيمات سوريا، منوها إلى وجود اتصالات مع طهران وأحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية القيادة العامة الموالي لنظام الأسد من أجل إنهاء الأزمة.

وقال بركة" لدينا تواصل شبه يومي مع الأطراف جميعًا  لتجنب المزيد من الكوارث وتحييد المخيمات".

ولفت بركة إلى أن حماس لم يعد لديها أي وجود رسمي على الأراضي السورية.

ورصدت إحصاءات فلسطينية استشهاد ما يزيد من 1800 لاجئ وتهجير مئات الآلاف منذ اندلاع الثورة السورية.

النازحون في لبنان

في السياق، فقد وصف ممثل حركة حماس في لبنان أوضاع النازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان بـ"الصعبة والمعقدة"، مشيرا إلى وجود ما يزيد عن 55 ألف نازح في لبنان.

وطالب بركة المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته اتجاه إغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، داعيًا جميع الأطراف إلى إنهاء معاناة اللاجئين.

وأعرب في ختام حديثه عن أمله في أن يكون 2014 عام خير وبركة على اللاجئين الفلسطينيين، وأن يعودوا إلى بلادهم محررين منتصرين على عدوهم.