قائد الطوفان قائد الطوفان

تحقيق: إسرائيل تشن "حربا ضمن الحروب"

طائرات اسرائيلية (أرشيف)
طائرات اسرائيلية (أرشيف)

القدس المحتلة – الرسالة نت

بينما ترقب (إسرائيل) صراعات طائفية تعصف بأعداء عرب قدامى وجهودا دبلوماسية لتقييد مطامح إيران النووية يواجه جيشها تحديا جديدا.. ألا وهو الهدوء.

فالهدوء النسبي يشكل -لـ(إسرائيل) على الاقل- معضلة في حد ذاته. فالقادة العسكريون عليهم الاستعداد لمواجهة اعداء ربما يصعب التكهن بهم في وقت تحاول أن تتجنب فيه (إسرائيل) تخفيضات كبيرة على ميزانية الجيش.

قال اللفتنانت جنرال بيني جانتس رئيس اركان الجيش (الإسرائيلي) في كلية (آي.دي.سي هرتزيليا) التي استضافت واحدا من عدة مؤتمرات أمنية عقدت هذا الاسبوع إن الوضع الاستراتيجي (الإسرائيلي) في غياب احتشاد اي جيوش معادية على مقربة "واحد من أفضل الأوضاع على الإطلاق".

لكنه استطرد قائلا: "إن هناك اعدادا كبيرة من المسلحين الاسلاميين على حدود (إسرائيل) كما أن الصراع الداخلي في سوريا ولبنان كثيرا ما يمتد اليها مما يشعل الموقف بين الحين والآخر."

والفشل في احتواء الموقف يمكن أن يفضي الى تصعيد خطير على عدة جبهات. فـ(إسرائيل) تتمتع بقوة اقتصادية وديمقراطية نادرة في المنطقة. وفي صراعات سابقة احتشد الرأي العام بسرعة مطالبا برد انتقامي كبير وضخم.

صندوق الحرب

حزب الله هو أكبر مصدر للتهديد المباشر لـ(إسرائيل). خاض معها حربا في عام 2006 ويقول مسؤولون (إسرائيليون) إن ترسانة الحزب المدعوم من ايران وسوريا تضم الآن نحو 100 الف صاروخ بزيادة 30 الفا عما أوردته البيانات (الإسرائيلية) العام الماضي. لكن توقيت تصريحات ايشل القوية أثار دهشة.. فـ(الاسرائيليون) يعتقدون أن حزب الله ربما يكون منشغلا بمساعدة دمشق في محاربة جماعات المعارضة المسلحة بدرجة لا تسمح له بمحاربة (إسرائيل) الآن.

وقال مصدر (إسرائيلي) مطلع على تخطيط الجيش إن ايشل وغيره من كبار الضباط ربما يحاولون تبرير إنفاق القوات المسلحة الكبير لحكومة تميل الى توفير النفقات.

ويبلغ حجم ميزانية الدفاع نحو 51.5 مليار شيقل (14.74 مليار دولار) اي ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وتريد الحكومة إجراء تخفيضات واسعة النطاق.

وقال المصدر (الإسرائيلي) الذي طلب عدم نشر اسمه "مر عام منذ آخر جولة قتال خضناها لذا تدور تساؤلات الان بشأن كل هذه المشاريع "الدفاعية" التي تقدر قيمتها بالمليارات" مشيرا الى العدوان على غزة عام 2012.

وفي كلمات مختلفة عن نبرة نتنياهو الحادة قال ايشل إن الدبلوماسية تسير فيما يبدو في "اتجاه ايجابي". لكنه استطرد قائلا "لا أعلم ما ستؤول إليه الأمور." وقال إن الجيش (الإسرائيلي) منهمك الآن -في غياب المواجهة الشاملة- في شن "حملة ضمن الحروب.. للتعامل مع الاخطار قبل أن تتشكل."

ويشير هذا فيما يبدو الى ضرب اهداف مثل قوافل الأسلحة المتجهة لحزب الله في سوريا او مخازن تزودها إيران بالسلاح في السودان. ويشتبه على نطاق واسع في أن (الإسرائيليين) خربوا اجهزة كمبيوتر متصلة ببرنامج ايران النووي وهي قدرة تباهى نتنياهو بها في منتدى عن الانترنت في (تل أبيب).

خصم الخصم

تشعر (إسرائيل) -التي يعتقد أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط- بارتياح لعدم تعرضها لتهديد من الشيعة والسنة الذين يتقاتلون في المنطقة.

قال الميجر جنرال افيف كوخافي رئيس المخابرات العسكرية لمؤسسة (آي.إن.إس.إس) البحثية "محور الراديكالية في الدرك الأسفل. فسوريا وايران وحزب الله تحت ضغط كبير."

وعبر عن امله في أن يساعد "المحور السني البراجماتي" -الذي يضم دولا مثل الاردن والسعودية- (إسرائيل) في كبح جماح تنظيم القاعدة الذي اتسعت رقعة وجوده بعد تفجر الحرب الاهلية السورية.

وسرت تكهنات في وسائل الاعلام عن احتمال تعاون (إسرائيل) والسعودية من وراء الكواليس بشأن ايران. لكن عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما والخلافات التي تكتنف إقامة دولة فلسطينية تحد بشدة من مساحة المناورة المتاحة لهما.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمؤسسة (آي.إن.إس.إس) البحثية في تصريحات مسجلة بالفيديو إنه يبذل قصارى جهده للحفاظ على الامن. ويقول خليل شقاقي -وهو خبير استطلاعات رأي مقيم في الضفة الغربية- إن معظم الفلسطينيين لا يريدون انتفاضة مسلحة اخرى.

لكن (إسرائيل) لم تتأثر ووصفت حملاتها العسكرية في الضفة الغربية حيث يعتقل نحو ثمانية فلسطينيين كل ليلة في المتوسط بأنها أساسية للحفاظ على الهدوء ومنع صعود نجم حركة حماس بالضفة. وتدير حماس قطاع غزة منذ هزمت قوات حركة فتح عام 2007.

وكالة رويترز للأنباء

البث المباشر