قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: دحلان، الرجوب، البرغوثي من سيخلف عباس؟

ابراهيم المدهون
ابراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

لا شك أن الرئيس محمود عباس يعد أشهره الأخيرة في الحياة السياسية وباعتقادي أنه لن يكمل عامه الحالي برئاسة السلطة وقيادة المنظمة وحركة فتح، فالرجل اقترب على الثمانين من عمره وهو مدخن شره، بالإضافة لاعتلال صحته وإصابته بالعديد من الأمراض، كما أنه هدد أكثر من مرة بالاستقالة والانسحاب للتفرغ لحياةٍ عائليةٍ بسيطة، فهو مرتبط بعائلته جداً ويتمتع بالجلوس مع أحفاده وأبنائه.

لم تعد الساحة الفلسطينية تحتمل وجود وبقاء الرئيس عباس، وهناك توجه لاستبداله والمسارعة في تغييره، وهذا ما يفسر الصراعات الفتحاوية واشتدادها في الفترة الأخيرة، ويبرز في الأفق ثلاثة محاور رئيسة متمثلة بالرجوب أبو رامي، ودحلان أبو فادي والأسير مروان البرغوثي؛ وثلاثتهم أعضاء بارزون وأصحاب نفوذ في اللجنة المركزية لحركة فتح.

 يعتبر الرجوب أضعف الأضلاع الثلاثة وأبعدهم حظاً عن تولي رأس الحركة لقلة إمكاناته وضعف سطوته وعدم اتزانه وقلة تشابكاته الإقليمية والداخلية، ويبقى بعده دحلان المطرود من اللجنة المركزية ومن المجلس التشريعي والمهزوم في غزة والمُبعد من الضفة.

إلا أن قوة دحلان في ثلاثة أمور، أولاً المال والإعلام والعلاقات الدولية والإقليمية، فالرجل من غير مبالغة مليونير، وله أتباع يشتريهم بالمال ويتمتع بقبولٍ واسعٍ بين الفتحاويين في قطاع غزة، وتاريخه الأمني أهَّله ليتعامل مع بعض الرموز بطريقة الابتزاز الأمني بالتهديد والوعيد، وله اتصالات إقليمية فاعلة ومؤثرة فقد قابل المشير السيسي ورموز مصرية عديدة، وله اتصالات حثيثة مع كيري، ويسوق فكرة قدرته على استعادة غزة من يد حماس.

جمهور الضفة الغربية هو نقطة ضعف دحلان الرئيسية، فحركة فتح هناك لا تقبل به قيادياً بارزاً، فضلاً على أن تستسيغه رئيساً ووريثاً لعباس، لهذا حظوظه تتقلص بالإضافة إلى أن وجود حماس القوي حطَّم آماله في العام 2007، وسيساعد في تحطيم آماله في 2014 إن لم يغير من سياسته.

يبقى مروان البرغوثي "الحصان الأسود" والذي يمتلك مجموعة عوامل تمهد له الطريق وتجعله أقوى المتنافسين، فله جماهيرية كاسحة في الضفة وغزة، ويتمتع بكاريزما قيادية جلية، وله تاريخ نضالي وعلاقة وطيدة بالكفاح المسلح، ويتميز بذكاء اجتماعي وعلاقة متينة مع الفصائل ورموزها، ومع هذا هو مرن ومتعاط مع الواقع حيث كان من أكثر المطبعين مع الاحتلال (الإسرائيلي) فترة سلطة أوسلو.

 العقبة الوحيدة أمام البرغوثي والتي تعتبر ميزة في الوقت نفسه وجوده في الأسر، مع العلم أن مروان ليس كأي معتقل فله ميزات واضحة حيث يستطيع مقابلة الكثير من الشخصيات ويعقد الاجتماعات معهم ويتواصل بشكل مستمر مع الخارج. حركة فتح مقبلة على تغيير حقيقي وهزة ستصيب أركانها وطريقة تعاملها مع الواقع، أعتقد أنها ستنتج بتعيين مروان البرغوثي خلفاً لعباس في رئاسة الحركة والمنظمة، وقد تتم عودة فاعلة للسيد سلام فياض، أما محمد دحلان فموقعه المستقبلي مرتبط بقدرته على التأثير بساحة غزة والتصالح مع حماس.

البث المباشر