كشفت السلطات الليبية عن إحباطها مخطط انقلاب وإصدارها أوامر باعتقال 30 ضابطا متهمين بالضلوع في العملية، في وقت تعرض فيه مبنى قناة العاصمة الخاصة لهجوم مسلح سمعت خلاله أصوات انفجارات تلاه إطلاق نار.
وقال وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني إن مخطط الانقلاب كانت تحضر له مجموعة من العسكريين والمدنيين.
وذكرت مصادر للجزيرة أن اجتماعا عقد صباح أول أمس الثلاثاء في العاصمة الليبية طرابلس ضم عددا من الضباط السابقين وشخصيات مدنية، للإعداد للاستيلاء على السلطة وإعلان مجلس اعلى لحماية الثورة.
وقد أمر رئيس المؤتمر الوطني العام نوري بوسهمين باعتقال 30 ضابطا متهمين بتدبير محاولة الانقلاب، وذلك بعد ساعات من كشف المخطط.
وقال مدير مكتب الجزيرة في طرابلس عبد العظيم محمد إن الـ30 ضابطا هم من مجموع 60 شخصا من عسكريين ومدنيين حضروا اجتماع الثلاثاء.
ولم ترد -حسب المراسل- معلومات عن بدء تنفيذ أوامر الاعتقال، كما لم تعلن رسميا أسماء الضباط المشمولين بهذه الأوامر.
استنفار للكتائب
وأفاد بأن الإعلان عن إحباط المحاولة سبقته تحركات عسكرية شهدتها العاصمة طرابلس الثلاثاء والأربعاء، مضيفا أن كتائب الثوار تنادت للتوجه نحو العاصمة لحمايتها ومنع قيام أي محاولة للانقلاب ومنع قدوم قوات من خارجها.
وذكر أن جهاز الاستخبارات الليبي كان أبلغ المؤتمر الوطني العام بضرورة أخذ الحيطة والاحترازات الأمنية، مضيفا أن القوات الليبية فرضت خمسة أطواق أمنية لحماية مبنى المؤتمر العام ومنع أي محاولة للهجوم على المبنى، وهو ما حال دون عقد الجلسة الصباحية للمؤتمر الأربعاء.
وفي اجتماع عقد الأربعاء أصدر المؤتمر العام قرارا باعتقال من يثبت أنهم حضروا الاجتماع والتحقيق معهم بشأن محاولة الانقلاب. كما أصدر قانونا يجرم كل من ينتقد من المسؤولين والضباط ثورة 17 فبراير.
وعن شخصيات قد تكون متورطة في المحاولة، أوضح مراسل الجزيرة أنه تردد اسم اللواء خليفة حفتر -وهو من المنشقين عن نظام العقيد الراحل معمر القذافي وشارك في الثورة- كأحد الشخصيات البارزة التي كانت تعد لاجتماع الانقلاب، غير أنه لم يتأكد ذلك.
وعن الأنباء التي أشارت إلى حضور سالم غنيدي -وهو رئيس هيئة الأركان بالنيابة سابقا- الاجتماع الذي كان يخطط للانقلاب، أوضح مراسل الجزيرة أن غنيدي حضر الاجتماع غير أنه نفى علمه بأهدافه، ونقل عنه تأكيده الانسحاب مع مجموعة من الضباط حال معرفتهم بطبيعته وأنه "اجتماع غير شرعي"، على حد وصفه.
وكانت أنباء قد ترددت في الأسابيع الأخيرة عن الإعداد لمحاولة الانقلاب، وأن تنفيذ المخطط قد يتوافق مع الذكرى الثالثة للثورة التي تصادف الاثنين القادم، وفق ما نقله مراسل الجزيرة.
وأضاف أن المخططين للانقلاب بنوا تحركهم على أنه استجابة للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها ليبيا مؤخرا خاصة الجمعة الماضي والتي رفضت التمديد للمؤتمر الوطني العام -أعلى هيئة سياسية في ليبيا- الذي انتهت مدته في السابع من الشهر الجاري.
استهداف قناة
من جهة أخرى تعرض مبنى قناة "العاصمة" التلفزيونية الليبية الخاصة لهجوم مسلح سمعت خلاله أصوات ثلاثة انفجارات تلاها إطلاقُ نار كثيف.
وقال مراسل الجزيرة إن المهاجمين استخدموا قذائف "آر بي جي" وأسلحةً رشاشة في الهجوم، وإن أحد الحراس أصيب، كما لحقت أضرار بالغة بمقر القناة وأدّت إلى توقفها عن البث.
وشهدت عدة مناطق ليبية هجمات وسيطرة لمسلحين على بعض المقار، وتواجه السلطات الليبية الجديدة صعوبات في نزع أسلحة مجموعات الثوار السابقين الذي ساعدوا في الإطاحة بنظام القذافي.