الرسالة نت -محمد أبو قمر

بمدخل ضيق بالكاد يتسع لسير شخص تناثر على جدرانه فراش بال على أمل أن تصله أشعة الشمس التي غابت عن المنزل الذي لم تتجاوز مساحته عشرين مترا.

غرفة واحدة ومطبخ ضيق وحمام مغطى بألواح اسبستية، تخترقها خيوط اشعة شمس اندفعت من الثقوب، ومدخل ضيق استغله الأطفال ليلهوا ويتنفسوا من ضيق الغرفة التي تجمعهم جنبا الى  جنب في ساعات الليل.

اعتاد ماهر- فضل عدم ذكر اسمه كاملا- العمل داخل الخط الأخضر على مدار السنوات التي سبقت الانتفاضة كبقية عمال غزة، وما أن أوصدت قوات الاحتلال حاجز بيت حانون في وجوههم حتى دخل في صراع لتوفير لقمة عيش لأبنائه.

بداخل الغرفة تناثرت الملابس من بقايا دولاب قديم وبعض الأغطية والفرشات القديمة التي تقي العائلة برد الشتاء.

سبعة من الأبناء أكبرهم في المرحلة الإعدادية وأصغرهم بالرابعة من عمره ينامون مع والديهم جنبا الى جنب في غرفة واحدة بالكاد تتسع لهم.

وتعتمد العائلة في تسيير أمورها على المساعدات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

في المطبخ الذي لا يتجاوز المترين ولم يفصله سوى حائط قصير عن حمام دون باب، تواجدت بعض معونات الوكالة، واستعاضت الأسرة ببابور كاز صغير بدلا عن الغاز المفقود، وأواني قليلة يبدو عليها القدم.

واضطرت العائلة لوضع قطع من النايلون فوق ألواح الاسبست التي تغطي جميع أجزاء المنزل الصغير للحيلولة دون اختراق الأمطار للغرفة.

ويقول ماهر " يوم بشتغل وباقي الوقت ما بلاقي ، ويوم بنلاقي أكل وأيام ما بنلاقي".

وتحتار الأم في كيفية تدبير المصاريف المدرسية لأطفالها ، فنادرا ما يغادرون المنزل الى المدرسة وهم يحملون مصروف نصف شيقل، وتضيف" أيام كثيرة ما بقدر أسد كل احتياجاتهم، ومرار بالعافية بنوفر الأكل في البيت".

وفشلت معظم محاولات رب الأسرة في البحث عن عمل بديل في ظل انضمام الآلاف لطابور البطالة ووقوعهم في فخ الفقر.

في إحدى زوايا الغرفة

ولاحظت"الرسالة نت " قدم الملابس التي يرتديها الأطفال، الذين ارتسمت البسمة على وجوههم عندما اعتقدوا أن هناك أشخاصا جاءوا لمساعدتهم.

ملاحظة/ تحتفظ الرسالة باسم عائلة ماهر كاملا ومستعدة لتقديمه لأية جهة تود الاطلاع على أوضاعها، كما تتقدم صحيفة الرسالة بالشكر لكل من ساهم في تقديم المساعدة لعائلة "أبو سلمان" التي نشرت عنها تقريرا مسبقا تحت عنوان "عشرة أشخاص في غرفة واحدة".