قائد الطوفان قائد الطوفان

صيادو غزة في مرمى نيران الاحتلال ومصر

أحد الصيادين في بحر غزة (الأرشيف)
أحد الصيادين في بحر غزة (الأرشيف)

الرسالة نت- مراسلنا

عند غروب الشمس يبحر حسن شلوف والعشرات من صيادي الأسماك الفلسطينيين في عرض بحر رفح جنوب قطاع غزة وكل أملهم أن يعودوا بالرزق الوفير لسد رمق أسرهم.

وفي ظل الحصار البحري المشدد على قطاع غزة يعيش شلوف في العقد الرابع من العمر أسوأ أيامه خصوصاً مع تصاعد الاعتداءات "الاسرائيلية" والمصرية بحقهم. وفي منتصف الشهر المقبل سيبدأ موسم صيد أسماك السردين وخلاله يتحسن عمل الصيادين.

والتف عشرات الصيادين حول مركبي صيد تعرضا للحرق والتدمير بفعل هجوم البحرية الإسرائيلي عليهم فجر الأربعاء، في عرض بحر رفح جنوب قطاع غزة وبعضهم ظل يردد "حسبنا الله ونعم الوكيل".

 وهذا الاعتداء أضحى شبه يومي سواء من قبل الاحتلال أو البحرية المصرية التي لا تتوقف عن ملاحقة الصيادين الفلسطينيين داخل المياه الفلسطينية. ويقول شلوف بعد تنهيدة طويلة " أوضاعنا صعبة جداً ممكن الواحد يقتل أو يعتقل أو يحرق مركبة أو يعود ولا يغطي السمك الذي اصطاده ثمن البنزين التي أهدره في عرض البحر".

 وعزا شلوف هذا الواقع المرير إلى المنع والاعتداء المصري و"الإسرائيلي" وارتفاع أسعار المحروقات.

 ويشهد مرفأ رفح المشيد حديثاً قرب الحدود مع مصر نشاطا يوميا مكثفا خلال ساعات ما بعد الظهر والمساء، مع بدء دخول مراكب البحر، فيما تتلألأ أضواؤه الصفراء في المياه خلال ساعات الليل، ويحول البحر إلى ما يشبه خلية النحل جراء النشاط الدائم للصايدين لكن النيران المصرية و"الإسرائيلية" غالباً ما تعكر تلك الأجواء وفق ما يقول شلوف وزملائه الذين تحدثوا لـ"الرسالة نت".

 وخلال ساعات الفجر والصباح تبدأ المراكب بالخروج من البحر مثقلة بحملها، وتشرع بإفراغ حمولتها من الأسماك لكن ما حدث فجر الأربعاء أعاد القوارب فارغة بل أصيب قاربين بأضرار فادحة وجرح اثنين من الصيادين هما مروان أبو عبده ( 23 عاما) من سكان النصيرات ومحمد حسن الأقرع (50 عاماً) من دير البلح.

وأصبح محظورا على الصيادين الفلسطينيين اجتياز المنطقة العازلة التي تبدأ من الحدود المائية بين غزة ومصر وتمتد لثلاثة كيلو متر في بحر القطاع الساحلي وذلك منذ عزل مرسي في الثالث من يوليو الماضي.

ولعل الاعتداء الذي تعرض له الصياد عمر بردويل وطفله زياد في خريف العام الماضي أبلغ رسالة من قبل البحرية المصرية للصيادين الفلسطينيين بأن القتل والتدمير والاعتقال مصير كل من يريد ممارسة مهنة الصيد.

واكتفى الصياد أحمد زاهر الذي نجا من الاعتقال من قبل البحرية المصرية بالقول "في البحر النيران لا ترحم أحد سواء جاءت من العدو أو الجار.." وكانت قوات البحرية المصرية اعتقلت خمسة صيادين وأصابت اثنين آخرين في عرض البحر في الثلاثين من آب/أغسطس الماضي.

وقضت محكمة عسكرية في الثامن من أكتوبر/ تشرين أول على الصياديين الخمسة الذين كانوا يرتدون بزات مائية سوداء لحظة القبض عليهم بالسجن لمدة عام بتهمة التسلل إلى المياه الإقليمية المصرية.

 ويقول صيادون وبينهم شلوف وزاهر إن عمليات الملاحقة وإطلاق النار من قبل البحرية "الاسرائيلية" والمصرية لا تتوقف خصوصاً في ساعات الليل.

 وتقول نقابة صيادي الأسماك في غزة إنه في ظل استمرار تضييق الخناق على قطاع الصيد البحري من قبل الاحتلال وتضييق الجانب المصري الخناق على الصيادين من جهة الحدود الجنوبية لغزة فإن 10 في المائة منهم يمارسون عملهم من إجمالي عددهم البالغ 3 آلاف و 700 صياد.

 وعد نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش أن اعتداء الاحتلال على الصيادين بهذه الصورة الوحشية رسالة خطيرة تشير إلى أن الالة الحربية متعطشة لمزيد من الدماء.

ورداً على ما تروجه وسائل الاعلام العبرية بأن بحرية الاحتلال أحبطت عملية تهريب رد عياش لـ"الرسالة نت" قائلاً: "هناك اعتداءات يومية من قبل البحرية الاسرائيلية على الصياديين في عرض بحر غزة وهذه الاتهامات عبارة عن هراء وليس أكثر".

ويؤكد نقيب الصيادين أن المطلوب في الوقت الراهن "إنهاء كافة القيود الإسرائيلية والمصرية التي تستهدف عمل الصيادين في بحر غزة".

ووفق عياش، فإن عدد الصياديين الذين اعتقلتهم الاحتلال "الإسرائيلي" منذ تطبيق اتفاق التهدئة في خريف العام 2012 بلغ 71 صيادا تم الإفراج عنهم جميعا، ما عدا واحد مازال معتقلا.

البث المباشر