قال عاطف العماوي رئيس لجنة متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى غزة إن محاولات التواصل مع رئيس السلطة محمود عباس للتخفيف من معاناة اللاجئين باءت بالفشل، ملوحًا بتحرك جماهيري لانتزاع الحقوق.
وأوضح في حديث لـ"الرسالة نت" أن دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية قدمت وعدا للجنة في شهر مارس عام 2013 بتوفير الدعم المالي للاجئين ولم تدفع سوى شهر واحد وانقطعت حتى اليوم, محذرا من بدء التحرك جماهيريا والاعتصام أمام مكتب المنظمة في القطاع.
ويوجد في القطاع أكثر من 260 أسرة فلسطينية نزحت من سوريا إلى غزة أي بمعدل 1200 شخص, بحسب لجنة متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين.
"منظمة التحرير لا توفر حقوق العائلات النازحة للقطاع وتخلت عن واجبها
"
وأضاف العماوي : "تسلمت كل أسرة وصلت إلى غزة 1200 شيقل فقط من المنظمة خلال العامين الماضيين وهذا المبلغ لا يفي قطعا بحاجاتهم".
أوضاع سيئة
وأشار إلى أن أحوال اللاجئين ما تزال سيئة رغم كل ما قدمته الحكومة الفلسطينية في غزة من مساعدات وبطالة دائمة في ظل الحصار المفروض منذ ثمانية أعوام، قائلا: "مشاكل السكن والتعليم الجامعي والعمل الرسمي وتمكين اللاجئين في المجتمع قائمة".
وأوضح العماوي أن اللجنة تسعى لتمكين اللاجئ الفلسطيني من سوريا في المجتمع ليكون شخصا طبيعيا لا ينتظر للمساعدة من هنا أو هناك خاصة أن كثيرا ممن وصلوا القطاع كان لهم باع طويل في العمل بالمشاريع الخاصة والوظائف المهمة.
"يوجد في القطاع أكثر 260 أسرة فلسطينية نزحت من سوريا إلى غزة
"
وتمنى أن يجري دمج اللاجئ في المجتمع قريبا ليقيم مشاريع في غزة ويحصل على وظائف مناسبة, مستدركا بالقول: "نعلم جيدا أن كل هذه الآمال والطموحات ستصطدم مع واقع الحال في غزة المحاصرة من جانب الاحتلال الاسرائيلي والشقيقة مصر ".
مساعدات الوكالة
وحث العماوي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بتوفير الدعم المالي والمادي للاجئين الفلسطينيين من سوريا إلى غزة ومنحهم جميع حقوقهم دون أي انتقاص أو ازدواجية في المعايير. حسب وصفه.
ورأى أن الأونروا مقصرة في حقوق اللاجئين وعندما يطلب منها دفع الحقوق المالية تتلكأ وتدعي أنها لم تتسلم الأموال من الجهات المانحة.
"تمنى دمج اللاجئ بالمجتمع ليقيم مشاريع ويحصل على وظائف في القطاع
"
وأدان العماوي ازدواجية المعايير في العمل الإغاثي, مشيرا إلى أن الوكالة عندما تتقاطع مصالحها مع معاملة اللاجئين كالموجودين في غزة تعاملهم كذلك, وإذا لم يتقاطع مع مصالحها تعاملهم معاملة اللاجئين خارج سوريا والهدف في الحالتين تقليص الدعم المقدم.
وأكد أن اللاجئين يحصلون على 125 دولارا بدل السكن, علما أن هذا المبلغ قليل ولا يفي بثمن الإيجار في غزة, مقرا بالحصول على الخدمات التعليمية والصحية على أكمل وجه في مقرات الوكالة الدولية المنتشرة بالقطاع.
وكشف العماوي أن اللجنة حصلت على وعودا من الأونروا بعد اعتصام جرى قبل أسابيع أمام مقرها بمدينة غزة لتحسين المساعدات المالية والغذائية إلا أن شيئا لم يتحقق حتى اللحظة.
"دعا "الأونروا" لتوفير الدعم المالي ووقف ازدواجية المعايير وقطع الكابونة
"
وأشار إلى أن من بين الوعود, "الأولوية في التشغيل المؤقت, ورفع المبلغ المقرر بدل الإيجار وأن يعامل اللاجئ من سوريا إلى غزة معاملة خاصة في موضوع المساعدات الغذائية بعد انقطاع الكابونة عن عدد كبير من اللاجئين وتقليصها عن آخرين".
التعليم والوظائف
وفيما يتعلق بمشكلة التعليم الجامعي, قال العماوي: "ما زلنا نثق بالوعد الذي قدمه رئيس الوزراء إسماعيل هنية بأن يكون التعليم الجامعي بالمجان" مؤكدًا أن عدد الطلاب لا يتجاوز 32 طالبا.
وتمنى أيضا أن تفي الحكومة بوعدها بتوفير شقة تمليك لكل عائلة فلسطينية نزحت من سوريا إلى غزة, وذكر أن مشكلة السكن تؤرق الغالبية الساحقة من اللاجئين لأن مصدر رزقهم الوحيد هو البطالة التي يتراوح راتبها الشهري ما بين 800 إلى 1000 شيقل شهريا, وهذا المبلغ لا يكفي لأبسط مقومات الحياة في القطاع.
وشكر العماوي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على البطالة الدائمة التي توفرها للاجئين, راجيا عدم الإقتراب منها في ظل الحديث عن محاولات البعض لإقصاء عدد من اللاجئين تحت حجج وذرائع واهية. قائلا: "قبلنا البطالة ولن نقبل بقضمها".
"شكر الحكومة على البطالة قائلا: " قبلنا البطالة ولن نقبل محاولات قضمها".
"
وطالب الوزارة بتوفير فرص عمل دائمة للاجئين بالحد الأدنى للأجور في غزة البالغ 1200 شيقل للموظف غير الجامعي و 1400 شيقل للموظف الجامعي.
وشدد أن كل لاجئ وصل إلى غزة خسر وظيفته في سوريا ومشاريعه وممتلكاته ولا يعلم ماذا حل بها لأن جميع المناطق التي فر منها اللاجئين مناطق ساخنة جدا وتتعرض للقصف اليومي وتدور فيها الاشتباكات بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة.
وأثنى على ما تقدمة لجنتي الزكاة في خانيونس والشيخ رضوان خاصة في توفير ما يلزم اللاجئين من مساعدات مالية وعينية, معربا عن أمله في أن يكون كل لاجئ بناء في وطنه وليس عالة عليه.