فتحت عملية فقدان الجنود الصهاينة في الخليل الخميس الماضي، شهية ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين، لاستفزاز الاحتلال عبر بث النكات وتحويل القضية الى مادة للتندر والسخرية.
وسارع النشطاء الفلسطينيون الى نشر فيديو مدبلج عبر (فيسبوك) لرئيس وزراء الاحتلال "بنيامين نتنياهو" وهو يتمنى فيه على "الخلايلة" تسليم الجنود.
بيد أن آخرين ذهبوا الى عرض صورة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو يتلقى تهديدات من نتنياهو بضرورة إرجاع الجنود المفقودون، فيما يرد عباس "روح تشطر على الخلاليلة الي علمو عليك".
ومازال الفلسطينيون يتعاملون بروح مرحة مع الحادثة التي اعلن عنها جماعتان منفصلتان (داعش) و (احرار الخليل) رغم عدم التثبت من حقيقة الأمر، ولكن كلتا الجماعتين أكدتا في بيانات منفصلة أن الهدف من "خطف" الجنود هو تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال.
الحادثة المتزامنة مع إضراب الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال لما يزيد عن 50 يوما، أثلجت صدور الأسرى على اعتبار أنها شكلت بارقة أمل جديدة على صعيد تحريرهم وتخليصهم من الأصفاد.
وأعادت الحادثة التي يتجه عدد من المحللين باتجاه وصفها "عملية أسر"، للأذهان، تجربة الأسر التي عاشها الجندي (جلعاد شاليط) في قطاع غزة خمس سنوات متتالية انتهت بتحرير نحو 1027 أسيرا فلسطينيا، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية.
غير أن البعض أعاد نشر صور لـ"شاليط" لحظة مبادلته لإبراز القميص الذي ارتداه، داعين أصحاب مصانع الخياطة، لحياكة ثلاثة قمصان جديدة من ذات الموديل الذي ارتداه الجندي المحرر في ديسمبر 2011.
وتبدو خفة الظل في التعامل مع هذه القضية الحساسة بالنسبة للكيان الصهيوني الذي مازال جنوده يتعقبون أثر المفقودين، فردية أكثر منها حملة مخططا لها، حيث توالت التعليقات والنكات من اللحظات الأولى بشكل عفوي.
ولم تسلم السلطة من الانتقاد اللاذع على مشاركتها في التنسيق الأمني بحثا عن الجنود المحسوبين على التيار اليميني في دولة الكيان، حيث قدم رسام الكاريكاتير علاء اللقطة صورة تهكمية تنال من رجال أمن السلطة الذين يتعقبون أثر المفقودين، رغم تحميل الاحتلال السلطة والرئيس عباس مسؤولية الحادثة.
ولا تحظى سياسة التنسيق الأمني بتأييد الفلسطينيين وتمثل بالنسبة للغالبية العظمى "عملا منبوذا"، على اعتبار أنها تخالف الأعراف الوطنية والفصائلية القائمة على النضال ضد الاحتلال لا التعاون معه.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس "إن التنسيق الأمني الذي تقوم به حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله وأجهزة أمن عباس مع العدو للاستدلال على أبطال عملية الخليل والقبض عليهم عار لا يغسله سوى استمرار المقاومة".
وراح عدد من المتضامنين مع قضية رواتب الموظفين المحرومين من الرواتب في قطاع غزة، لبث نكتة مفادها أن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله يطالب "حماس" بالتدخل للإفراج عن الجنود مقابل دفع الرواتب لجميع الموظفين، على أن يدفع عباس المستحقات ايضا".