قال عزمي بشارة المفكر العربي ومدير المركز العربي للأبحاث: "لدينا معلومات مؤكدة أن هناك اتصالات دولية وصلت لمرحلة متقدمة تتعاطى مع شروط المقاومة، ولكن فوجئنا لاحقا ببروز المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وقطع الطريق على الاتصالات الدولية لإنجاز تهدئة تتجاوب مع شروط المقاومة.
واعتبر بشارة في لقاء خاص على فضائية الجزيرة ليل الأربعاء، أن هذه المبادرة المفاجأة جاءت لكي تسحب إمكانية حصول المقاومة على أي انجاز سياسي يحقق مطالبها.
واستغرب من شروط المبادرة المصرية التي اشترطت وقف اطلاق النار من الطرفين دون شروط مسبقة.
وأكد بشارة وجود اتصالات من الجانب القطري والتركي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وربما أطراف أخرى للحديث حول التهدئة في غزة، مبينا أن ظهور مصر بالمبادرة كان مفاجئا لأنها خلال 3 أيام رفضت أن تلعب أي دور وفق قول الأطراف الدولية ثم جاء دورها بهذا الشكل مؤكدا أن هذا ليس دورا وانما تأكيد للمطالب (الإسرائيلية).
واعتقد أن المجال ما زال مفتوحا للحوار ومصر مشكلتها في السياسة الحاكمة الحالية. وفق قوله.
وأضاف المفكر العربي: "مصر ترى أن هناك التقاء مصالح مع "إسرائيل" أكثر من حماس وهناك تناقض في مصالحها مع المقاومة الفلسطينية، بغض النظر عن توجه المقاومة سواء كان إخواني أو ماركسي أو علماني".
وأشار إلى أن المسألة متعلقة بالمصالح في المنطقة، ولا تقتصر على الخلاف مع حزب سياسي إسلامي أو غير إسلامي.
وعن احتمالية الوصول إلى اتفاق تهدئة، يرى بشارة أنه كان ممكن وما زال إمكانية للوصول إلى شروط لاتفاق التهدئة، مبينا أن ذلك يأتي بالتنسيق بين العرب وصياغة الشروط بإجماع دون عمل كل طرف على حدة وبوضع الحساسيات السياسية جانبا بعيدا عن الوضع القائم قطاع غزة.
ورفض بشارة التعويل على الغرب لأنهم لن ينصفوا الفلسطينيين وهم يدافعون عن "إسرائيل"، متوقعا في الوقت ذاته أن الاحتلال لن يمضي الصيف تحت قصف صواريخ المقاومة وسيقبل بأي فكرة تؤدي إلى التهدئة.
وتوقع المفكر العربي بشارة أن أقصى ما يمكن أن يحدث هو استمرار القصف العشوائي على القطاع، "ولكن ستدفع إسرائيل ثمن ذلك غاليا على المستوى الدولي"، كما أنه لا يمكنه أن يدخل معركة برية لصعوبة جغرافية غزة. كما تحدث.
وشدد بشارة بأهمية دور مصر في أي تهدئة ممكن أن تحدث وأنها موجودة دائما لدورها التاريخي والاستراتيجي والجغرافي بالنسبة لفلسطين، معرجا على الدور الذي لعبه كل من الرئيس المصري المخلوع حسني ومبارك في حرب عام 2008 "الفرقان" الذي كان ضعيفا وفق قوله، كما تحدث عن الوساطة المصرية في عهد الرئيس السابق محمد مرسي خلال حرب 2012 "حجارة السجيل" الذي اعتبرها متوازنة بوجود الفصائل الفلسطينية والتشاور معها.
أما بالحديث عن المبادرة الأخيرة خلال الحرب الحالية على قطاع غزة، اعتبرها مشروخة لأنها جاءت بدون مشاورة أي طرف من أطراف المقاومة الفلسطينية واشترطت وقف إطلاق النار بدون شروط، "وهذا ما يعتبر مرفوض قطعا بالنسبة لفصائل المقاومة".
وتطرق بشارة إلى الشروط التي تريدها المقاومة وكل فلسطيني، مبينا إلى أنه حسب اطلاعه تم صياغة مجموعة من الشروط منها: الإفراج عن أسرى صفقة وفاء الأحرار الذين اعتقلتهم (إسرائيل) بعد مقتل الثلاثة جنود بالخليل، وفتح المعابر لتسهيل حركة البضائع والمواطنين، وهناك حديث عن وجود ميناء دولي بإملاء فلسطيني وإشراف دولي ليرفع الحصار عن قطاع غزة .
وتابع: "هذه أمور للتشاور كانت قبل بروز المبادرة المصرية التي تشترط وقف اطلاق النار دون شروط".
وعقب على ذلك بشارة بالقول: "المقاومة خيار سياسي وتشكل حالة دفاع عن النفس لشعب لم يقبل بالحلول السلمية (الاسرائيلية)، وبقاء المقاوم وسلاحه معه ما زال ضاغط على اسرائيل وعدم وجوده يريحها".
وتوقع رئيس المركز العربي للأبحاث أن ينتهي التصعيد خلال يومين، لافتا إلى أن "إسرائيل" تحججت بموافقتها على المبادرة المصرية لإعطائها غطاء باستمرار العدوان بعد رفض المقاومة وقف إطلاق النار.