قائد الطوفان قائد الطوفان

التي أعلنتها الأمم المتحدة

استجابة الاحتلال للتهدئة لخداع المقاومة

استجابة الاحتلال للتهدئة محاولة لخداع المقاومة
استجابة الاحتلال للتهدئة محاولة لخداع المقاومة

الرسالة نت- محمد العرابيد

بالتزامن مع استمرار العدوان "الإسرائيلي": على قطاع غزة لليوم الحادي عشر أعلنت سلطات الاحتلال عن تنفيذ هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار من العاشرة صباحًا وحتى الساعة الثالثة عصرًا بعد أن وافقت على طلب الأمم المتحدة بشأنها.

الجيش "الإسرائيلي" لم يتردد في الموافقة على طلب الأمم المتحدة بتنفيذ هدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ليستغل خلال تلك الفترة رصد تحركات رجال المقاومة وأماكن تواجدهم أو تنفيذ عملية اغتيال لأحد قيادات الفصائل.

فبعد فشله الأمني في تحقيق أهدافة العسكرية والسياسية من ضرب المقاومة والقضاء على قيادتها العسكرية التي فاجأت الاحتلال بقدراتها القتالية، وأربكت أمن "إسرائيل" على مدار أكثر من 11 يومًا، سيلجأ الجيش "الإسرائيلي" لاستخدام أساليبه الغادرة لتنفيذ ضربة ضد المقاومة.

الحرب خدعة هكذا سيتعامل الجيش الإسرائيلي مع القطاع بعد أن استطاعت المقاومة ضرب العمق "الإسرائيلي" ومواجهة قواته الخاصة التي حاولت أن تنفذ عملية إنزال بحري على شواطئ مدينة غزة.

تسريبات كشفتها صحيفة "يدعوت أحرونت" العبرية عن قيادة الجيش "الإسرائيلي" بأن وقف إطلاق النار لمدة ستة ساعات على غزة، لن تشملها وقف تنفيذ عمليات الاغتيال ضد رجال المقاومة وشخصيات بارزة، فهذه التسريبات خير دليل على أن الاحتلال سيستخدم أساليب مخادعة ضد المقاومة.

"على المقاومة أخد أقصي درجات الحذر فالجيش "الإسرائيلي" ماكر وخادع ولا يؤمن عليه"، هذا ما أجمع عليها المحللون في أول سؤال طرحه عليهم مراسل "الرسالة نت" عن هدف الاحتلال من التهدئة؟

فاستجابة الاحتلال الإسرائيلي لمطالب الأمم المتحدة بتنفيذ هدنة، "ملغومة"، وسيستغلها في رصد تحركات رجال المقاومة، هكذا فسر المحلل والمختص في الشأن الإسرائيلي ابراهيم المدهون موفق الاحتلال بالتهدئة.

وقال المدهون "الاحتلال سيستغل ساعات الهدنة التي تتراخى فيها رجال المقاومة، من خلال تنفيذ واستهداف ما عجز عن استهدافه في لحظات الاشتباك.

وتوافقت فصائل المقاومة بغزة على قبول عرض الأمم المتحدة حول هدوء ميداني اليوم الخميس لمدة خمس ساعات.

وأوضح المدهون أن المخاوف تزداد من غدر الاحتلال الإسرائيلي خاصة بعد أن فشل في الأيام السابقة باستهداف واغتيال أي من رموز المقاومة وهو يتحين الفرصة الأن لاستهداف شخصية سياسية أو عسكرية وازنة.

أما اللواء والخبير العسكري يوسف الشرقاوي توافق مع سابقه قائلًا: "الجيش الإسرائيلي سيرصد رجال المقاومة أو سيقدم على تنفيذ عملية اغتيال لأحد الشخصيات بعد فشله الأمني والعسكري في القضاء على المقاومة".

ونصح الشرقاوي رجال المقاومة في قطاع غزة أن لا يؤمّنوا للاحتلال "الإسرائيلي"، وعليهم أن يعملوا تحت الهدنة بظروف المعركة.

وأضاف:" تكتيكات المقاومة فاجأت الجميع وكانت فوق المتوقع وبشكل متسارع" لافتًا إلى أن المقاومة تفهم سياسية الاحتلال "الإسرائيلي" ومكرة وستأخذ حذرها.

وتمتلك المقاومة اليوم آلاف من الكوادر البشرية المدربة والمستعدة للمواجهة، كما أنها تمتلك مجموعة من القادة العسكريين المتمرسين ميدانيًا، الذين أفرزتهم التجربة وخاضوا معارك مفتوحة في معركتي الفرقان والسجيل.

وأشار الشرقاوي إلى أن المقاومة بغزة استطاعت أن تقضي على العملاء وتؤثر على عملهم داخل قطاع غزة، والدليل أن الجيش "الإسرائيلي" فشل حتى هذه اللحظة بالوصول للأهداف العسكرية للمقاومة، وأن الذي يستهدفه في عدوانه هي أراض زراعية وبيوت للمواطنين.

وبالعودة إلى المدهون الذي توافق مع الخبير العسكري بأن المقاومة اليوم ذكية في التعامل مع الاحتلال "الإسرائيلي" وأساليبه الخداعية.

وقال: "المقاومة لن تمنح الفرصة للاحتلال من خلال مباغتتها فهي تمرست خدعه وعرفت أساليبه وأضحت قادرة على إفشال أي محاولة منه لاستدراجها".

واعتقد المدهون أن الاحتلال أصبح أضعف من تحقيق أي انجاز حتى ولو كان بلحظة غدر، فالمقاومة حققت تفوقا نوعيا في السنوات الأخيرة  في تضليل الاحتلال وكشف أساليبه الغادرة.

أما المحلل والمختص في الشأن "الإسرائيلي" ناصر اللحام، علق على موافقة الاحتلال على الهدنة قائلًا: "الاحتلال يريد أن يستغل الهدنة لضرب أهداف للمقاومة بعد أن هزم في المعركة".

وأوضح اللحام أن المقاومة اليوم باتت تفهم سياسية الاحتلال، وقادرة على ضرب المخابرات "الإسرائيلية" والتغلب عليها، لافتًا إلى أن قدرات المقاومة أصبحت متطورة عما مرت به سابقا.

أما المدهون نصح رجال المقاومة بالبقاء على حالة الاحتياط والحذر فالاحتلال يبحث عن أي انجاز ولو كان شكليا وهو يسوق إنجازاته عن طريق قتل الرموز واغتيال القادة، "لهذا أي تهاون قد يكلف الشعب الفلسطيني الكثير".

أما بالعودة إلى الشرقاوي وهو عميد عسكري متقاعد الذي شدد على أهمية الذكاء الأمني في حرب مبنية أساسا على المعلومات الحساسة المتعلقة بالمقاومة.

ولفت الى أن الأذرع العسكرية التابعة للفصائل في قطاع غزة، تميزت عن الفترات السابقة من مراحل الصراع بامتلاك عبقرية فذة في التعامل مع الميدان.

وفي ظل فشل الجيش "الإسرائيلي" من تحقيق أهدافة العسكرية والأمنية في قطاع غزة، يبقي السؤال هل سيستغل الاحتلال ساعات التهدئة لاستهداف قيادات المقاومة، ليخرج منتصرًا في المعركة؟

البث المباشر