قائد الطوفان قائد الطوفان

جلها ضد الصيادين والمزارعين

الاحتلال يستبيح وقف النار وسط صمت مصري

اطلاق النار على الصيادين الفلسطينين
اطلاق النار على الصيادين الفلسطينين

الرسالة نت- شيماء مرزوق

ما لبث اتفاق وقف اطلاق النار أن يدخل حيّز التنفيذ قبل أسبوعين حتى بدأت خروقات الاحتلال على اكثر من صعيد لكنها تركزت ضد الصيادين والمزارعين في المناطق الحدودية, لكن اللافت إن الوسيط المصري الذي تكفل بضمان تطبيق الاتفاق لم يتخذ اي اجراء او اعتراض لدى الطرف (الإسرائيلي) للجمه واجباره على الالتزام بما اتفق عليه في القاهرة برعايتها.

تكرار هذه الخروقات وسط غياب الدور المصري يثير المخاوف حول امكانية تنصل الاحتلال من الاتفاق دون تحرك الراعي الذي يجعل من الاختلافات بينه وبين حركة حماس مدخل للتخلي عن مسؤولياته ومعاقبة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة, الى جانب تأخير دعوة الطرفين الفلسطيني و(الإسرائيلي) للقاهرة للبدء في جولة التفاوض حول القضايا المؤجلة.

توتير المنطقة

العلاقات المتوترة بين مصر وحماس خلال العام المنصرم ألقت بظلالها على الوضع في قطاع غزة إبان الحرب الأخيرة وخاصة في أيامها الأولى التي لم تحرك مصر خلالها ساكنا حتى خرجت عن صمتها بمبادرة لا تلبي مطالب الشعب, بينما طول أمد الحرب أجبر مصر على التدخل والتوسط حتى خرج الطرفان باتفاق برعايتها وتعهدت هي بضمان تنفيذه.

زياد الظاظا عضو الوفد الفلسطيني في مفاوضات القاهرة عن حركة حماس أكد على ان خروقات الاحتلال لاتفاق وقف اطلاق النار خطيرة جدا ومقلقة, داعيا الراعي المصري للتدخل للجم الاحتلال عن توتير الاوضاع في المنطقة.

وقال الظاظا لـ"الرسالة نت": "المسألة بحاجة للمزيد من ضغط الوسيط المصري على الاحتلال ونحن أبلغنا مصر بكل الخروقات وهي تعهدت بمتابعة الموضوع لكن يبقى الاحتلال كما هو وطبعه الغدر في جميع الاتفاقيات".

وأضاف "حينما يتم التفاوض غير المباشر في المرحلة المقبلة سنضع هذه الخروقات على جدول الأعمال لضرورة الالتزام من الاحتلال بالعهود والاتفاقات وأن الراعي المصري مع القوى الدولية والاقليمية عليه أن يأخذ دوره لأن الاحتلال هو سبب الفوضى وتوتير المنطقة".

وفيما يخص تلكؤ الاحتلال في تنفيذ بنود الاتفاق اعتبر الظاظا أن هذا التباطؤ هو طبيعة الاحتلال في عدم الالتزام لكن يبدو أن بعض الجهات تتساوق مع الاحتلال لمحاولة ابتزاز الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بسلاح المقاومة رغم أنه أمر غير ممكن التعامل معه وغير مطروح للنقاش.

وحول تضارب الانباء المتعلقة بموعد جلسة التفاوض المقبلة في القاهرة لبدء المرحلة الثانية من التفاوض, أكد أنه لا يوجد أي مواعيد محددة لعقده, لافتا إلى أن الأمر متعلق بدعوة الجانب المصري للأطراف المعنية.

وفي ظل غياب الدور الفاعل لمصر في مراقبة مدى التزام الاحتلال ببنود الاتفاق, أكد السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية أن مصر تتابع عن كثب الخروقات (الإسرائيلية) لاتفاق التهدئة في غزة, وتعمل من خلال الآلية المتفق عليها في اتفاق التهدئة، على إلزام (إسرائيل) بوقف انتهاكاته المتكررة في غزة".

وبين أن جميع الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال في القطاع يتم تسجيلها و إبلاغ الجانب (الإسرائيلي) لمتابعة الملف وضرورة وقفها بشكل فوري.

وأوضح أن نتائج تلك الاتصالات وتطورات التهدئة يتم إبلاغها لحركة حماس لمتابعة الأمر ميدانيا.

وطالب السفير المصري (إسرائيل) بوقف خروقاته للتهدئة بشكل فوري، وعدم استهدافه المدنيين في غزة، مؤكدا أن بلاده ترفض تلك السياسة وتتواصل مع كافة الأطراف لحماية أبناء الشعب الفلسطيني.

خلافات القطبين

ورغم حديث السفير المصري عن متابعة حثيثة لمسألة الخروقات الا ان الاحتلال لم يرتدع وما زال مستمر في سياسته المعهودة في التنصل من الاتفاقات وهذا يضع مسؤولية كبيرة على مصر المطالبة بالمزيد من الضغط على الاحتلال.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر د. اسامة ابو نحل أكد أن خروقات الاحتلال متوقعة خاصة ان مصر لم تكن وسيط نزيه, موضحا أن مصر الان تستغل الخلافات الدائرة بين قطبي السياسية الفلسطينية فتح وحماس والخلافات التي ظهرت بعد الاتفاق.

وأشار الى أن مصر غير معنية بدعوة الوفدين الفلسطيني و(الإسرائيلي) للمباحثات التي كان من المفترض ان تبدأ منذ فترة في القاهرة للتفاوض على المرحلة الثانية.

وتوقع أبو نحل ان تستمر الخروقات (الإسرائيلية) دون أي تحرك مصري طالما استمرت الخلافات الفلسطينية الداخلية.

وحول إمكانية البحث عن وسطاء آخرين الى جانب مصر يكونون اكثر قدرة على الضغط على الاحتلال شدد على ان الجغرافيا تلعب دورًا رئيسيًا واي وسيط في العالم لن يكون بإمكانه تطبيق أي اتفاق سوى القاهرة التي تحاول تصفية حسابات بينها وحماس لأسباب خاصة بها.

وفيما يتعلق بموقف المقاومة وامكانية الرد على هذه الخروقات رأى أن الظروف الحالية ستجعل المقاومة تتردد في الرد على خروقات الاحتلال, خاصة ان وضع القطاع بعد الحرب ما زال على حالة واذا ما صعّدت المقاومة فستواجه اتهامات من اطراف عديدة تتربص بها وتريد تحميلها مسؤولية اي ازمات يمر بها القطاع.

يذكر أن (إسرائيل) اخترقت التهدئة عدة مرات منذ إعلانها، باستهداف العديد من المزارعين والمواطنين في المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية للقطاع والتوغل جنوب القطاع، فيما سجلت إصابة أكثر من 45 فلسطينيًا قرب السياج، وثلاثة خروقات اعتقلت فيها حوالي 20 صيادا فلسطينيا في عرض البحر وأطلقت سراحهم بعد فترة وجيزة، واستولت على قاربين وفجرت ثالثًا.

البث المباشر