مقال: هل تشهد الأيام القادمة انفراجة بين مصر وحماس؟

بقلم/ بمصطفى الصواف

كنت في محاضرة أمام عدد من الشباب، وعندما طرح أحدهم سؤالا عن مصر والعلاقة معها، وخاصة معبر رفح، تحدثت وأنا واثق بأن الجانب المصري سيفتح المعبر حبا أو كرها، وألا غنى لمصر عن فلسطين وقطاع غزة تحديدا، ولا غنى لفلسطين وقطاع غزة عن مصر، سواء كره الفلسطينيون تصرفات المصريين، أو كًره الإعلام المصري المصريين بأهل فلسطين وتوقعت أن يكون ذلك قريبا.

أمس واليوم المعبر سيفتح للعالقين نعم، وهذا له ما بعده، وما يتحدث به الدكتور الزهار عن وجود قناة تواصل بين حماس ومصر يصب في هذا الاتجاه، والمصالح السياسية والأمنية المتبادلة لها دور كبير في إعادة التفكير وفي ترميم العلاقة بين حماس رغم أنها تنظيم وليست سلطة وبين الجانب المصري، وإن كانت العلاقات لم تنقطع بالكلية حتى في ظل لحظات التوتر الشديد بل أبقت مصر شعرة معاوية وتجاوبت حماس ولم تقطع هذه الشعرة رغم وهنها.

حماس تريد الانفتاح والتواصل لها ولأهل غزة مع العالم، ولا تريد أن يتحول قطاع غزة إلى سجن كبير أو يقع تحت ضغوط كثيرة وإشاعات مغرضة، وفي نفس الوقت مصر أو النظام السياسي القائم يريد أن يكون له شأن سياسي وإقليمي في المنطقة، ويرى أن القضية الفلسطينية وقواها المختلفة هي وسيلته للوصول إلى هذه المسألة، وهنا وهناك الجميع يدرك أن فلسطين قدر مصر ومصر قدر فلسطين، ويدركون أيضا أن فلسطين خافضة رافعة، فكلما اقترب النظام من فلسطين بشكل ايجابي؛ فهذا يرفع شأن هذا النظام حتى لو كان ضعيفا، والعكس حتى لو كان النظام قويا.

مصر تريد من حماس أن تمنحها فرصة أن تكون وسيطا في قضية ملف الأسرى والتبادل بين حماس (وإسرائيل) مستقبلا وحماس لديها الأمر ولديها ما يساعد النظام للقيام بذلك والعمل على تعزيز مكانتها بشكل مؤقت أو لحين، لذلك بقدر ما تسعى حماس لترميم العلاقات مع مصر، مصر أيضا تسعى إلى ذلك فالسياسة مصالح.

حماس تدرك أن الظروف والواقع الإقليمي والدولي يتطلب إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية من جديد وترميم العلاقات التي أصيبت بشروخ وتصدعات في الفترة الماضية، لأن حماس حركة برجماتية ديناميكية وليست جامدة، ولكن هذه البرجماتية في التكتيكات، أما الاستراتيجيات والمبادئ فلا تتغير، وهي الأساس الذي تقوم عليه الحركة ولازالت تحافظ عليه حتى يومنا هذا.

لذلك نتوقع أن تشهد علاقات الطرفين حماس ومصر تجاذبات إيجابية في الأيام القادمة وانفراجة في العلاقات بما يحقق مصالح الطرفين، وفي نفس الوقت يحقق مصالح الشعبين، وسنشهد تحركا واسعا في ملفات عديدة في الساحة السياسية منها المفاوضات غير المباشرة مع (إسرائيل) سواء بشكل منفرد أو ضمن الوفد الذي لم يعد له ضرورة أو قيمة عملية، أو في موضوع المعبر ومواد الاعمار أو في موضوع الأسرى، وما سينتج عنه من حديث وتحريك للوساطة المصرية، وهذا مطلب (إسرائيلي) خاصة في ظل الحديث عن وجود أحياء من بين الجنود كما تحدثت وسائل الإعلام في أكثر من موضع.

البث المباشر