مقال: فخار يكسر بعضو

بقلم: وسام عفيفة

عبر السيرة التراثية الاجتماعية والسياسية الفلسطينية بشأن النصائح والوصايا في عقد التحالفات وتحديد الأصدقاء من الأعداء، قال لنا الأجداد في مثلهم: "أنا وابن أخويا على ابن عمي... وانا وابن عمي على الغريب"، مضت الأيام واشتبك الأشقاء في الوطن... والأخوة في التنظيم، انشقوا أو تجنحوا، في النهاية اختلفوا على كل شيء إلا الغريب بقي القاسم المشترك، باعتباره الصديق الذي يستحق أن ينال كل الرضى. وحول نفس التراثية كتب الشاعر محمود درويش شطرا من قصيدته " أنت منذ الآن غيرك" عندما أعاد صياغة المثل الشعبي:

" أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن ‏عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ.

هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية ‏الجديدة، في أقبية الظلام."

وعندما تشتعل معركة الردح والردح المضاد من رام الله إلى أبو ظبي مرورا بغزة، تعود الأمثال الشعبية لترسم حقيقة الصراع المتنكر بأزياء الشرعية أو الوطنية بتقديم الصورة من خلال اللصوص: "ما شافوهم وهم يسرقون شافوهم وهم يتقاسمون"، أما الشاهد فهو ضمير غائب اسمه "ياسر عرفات"، يومها تحالف الابن والأخ مع الغريب وقرروا: "حان وقت أنهاء زمن "العرفات"، ثم اتفقوا لاحقا على دفن "الحماس"، حيث تفتح أمامهم الأبواب لاغتصاب المقاومة، وفي المحصلة النهائية، يتصارعون اليوم وهم يتقاسمون تركة الرجل الذي وضع الثعبان في جيب، والحرباء في الجيب الثانية، بينما يرفع شارة النصر، كأنه يرسل إشارات وشيفرات شبيهة بشيفرات مورس بأصبعيه ترجمتها:" هم اثنين، راح يخربوا بيتي وبيت الشعب الفلسطيني".

والى أن تضع المعركة أوزارها سوف يجلس المتفرجون "على الحيطة يسمعوا الزيطة"... زيطة تاريخ 15 يناير ... أو تاريخ الانقلاب الداخلي، ثم موعد المؤتمر السابع الذي من المؤكد أنه سوف يخضع للتأجيل والتعديل تماما مثل مواعيد توجه "القيادة" لمجلس الأمن لاستصدار قرار بموعد نهائي لإقامة دولتنا.

أما غالبية الشعب المحاصر المقهور، والذي اكتوى بنيران مؤامراتهم ومغامراتهم، سيشيح ببصره عنهم ويتمتم: "فخار يكسر بعضو".

البث المباشر