أسطورة المقاومة أسطورة المقاومة

في فتح.. من يملك المال يملك القرار

عباس يُمسك "الدحلانيين" من اليد التي تؤلمهم

مناصري دحلان في مظاهرة لهم بغزة (أرشيف)
مناصري دحلان في مظاهرة لهم بغزة (أرشيف)

الرسالة نت-فايز أيوب الشيخ

أقدم رئيس السلطة محمود عباس فعليا على قطع رواتب الموالين لخصمه الداخلي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، بعد نحو شهر على إعلان المتحدث باسم أجهزة السلطة اللواء عدنان الضميري، أنه تم ترقين قيد (طرد) كل من خالف القواعد والانضباط العسكري من عناصر المؤسسة الأمنية في قطاع غزة.

وذكرت مصادر فتحاوية لـhttp://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png، أن جميع المقطوعة رواتبهم، الذين يزيد عددهم عن 250 هم من العسكريين، متوقعة أن يكون فصلهم جاء نتيجة تأييدهم لدحلان ومشاركتهم في المسيرات التي خرجت بغزة قبل أسابيع والتهجم على عباس.

وشهدت الأسابيع الأخيرة عراكا حادا بين أنصار كل من عباس ودحلان، ووصل في بعض الأحيان إلى الاشتباك بالأيدي والسلاح الناري، فيما تحتدم معركة الانتخابات في المناطق والأقاليم التي من المفترض أن تفرز أيضا أعضاء المؤتمر السابع لحركة فتح، الذي يُحدد موعده رسميا.

ردود أفعال.. تهديد ووعيد

وتوالت ردود الأفعال الفتحاوية الغاضبة على قرار عباس بقطع الرواتب لفئتهم، ووصلت في أغلب ما تم نشره على مواقع فتح الإعلامية إلى حد التهديد والوعيد بأفظع العبارات والألفاظ.

وقد علقت صفحة "محمود عباس لا يمثلني" على القرار بالقول "لقد نفذ عباس وعصابته جريمة قطع رواتب كوادر فتح في غزة بهذه الوقاحة وهو قرار له ثمنه وسيكلفهم الكثير، وعلى جميع كوادر الحركة الاستعداد لتصعيد غير مسبوق ضد هذه العصابة التي تريد إذلال شعبنا.. قلنا لك يا عباس بأن زمن الاستعباد قد ولى وسنثبت لك هذا".

كما أصدر ما يسمى "الحراك الفتحاوي" بيانا قال فيه "يأبى عباس إلا أن يستمر في مواجهة الغضب الجماهيري الصارم ضد سياساته الفاشلة في قطاع غزة، ومواصلة عنجهيته وتجاوزاته ضد أبناء شعبه، لمجرد الاختلاف في الرأي والاعتراض المكفول تنظيمياً وقانونياً"، مطالباً اللجنة المركزية ومرورا بالهيئة القيادية لقطاع غزة ووصولاً لكل الأقاليم والكوادر، أن يكون لهم موقف واضح اتجاه ما وصفها بـ"المجزرة البشعة".

وكان سفيان أبو زايدة عضو المجلس الثوري لفتح، وجه رسالة قوية للسلطة على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، قال فيها: "يا حيف على من يستقوي على الناس في لقمة عيشهم.. يا حيف على من يتعامل مع الأحرار على انهم عبيد في مزرعته.. يا حيف على من لا يخجل أن يتساوق مع نتنياهو في قطع ارزاق الناس.. يا حيف على من يدفع به الناس على أن يكون عمود الخيمة الذي يلتف الجميع حوله وهو يصر أن يكون صغيرا في سلوكه وتصرفاته"، في إشارة واضحة إلى عباس.

دور هيئة فتح بغزة

وإزاء ذلك كله، تنصلت الهيئة القيادية العليا لحركة فتح بغزة من مسئولية قطع الرواتب التي حملها إياها الكثيرون، فقد ذكر عضو الهيئة جمال عبيد، أن قضية الرواتب على وجه التحديد متعلقة بالسلطة وليس بحركة فتح، نافياً أن تكون حركته قد ساهمت في قطع رواتب المنتمين لها من قيود السلطة.

وأوضح عبيد لـhttp://alresalah.ps/ar/uploads/images/b1903027b55a1a33129bc57664f6d239.png أن لدى السلطة قوانين تعمل وفقا لها ولا علاقة لفتح بها، "كما أن للأخيرة لوائح وانظمة لا علاقة للسلطة بها"، مشيراً إلى أن مؤسسات السلطة سواء على مستوى الأجهزة الأمنية أو التنظيم خاضعة لمجموعة من الأنظمة واللوائح تتعامل بها مع منتسبيها.

ورفض عبيد الربط بين عمليات الفصل التي جرت وتجري داخل الحركة لمن يطلق عليهم بـ"المتجنحين" وبين قطع رواتبهم من وظائفهم في السلطة، لافتاً إلى أن حركته تتعامل مع قضية المتجنحين بشكل تنظيمي وليس لعلاقة هؤلاء بالسلطة.

ويرى القيادي الفتحاوي أنه يجب معالجة ملف "المتجنحين" من فتح في إطار التنظيم وليس عبر السلطة، مؤكداً في الوقت نفسه أن هناك إجماعا فتحاويا على ضرورة محاسبة من يعمل بطريقة ازدواجية داخل الحركة بشكل يخالف نظم ولوائح الحركة.

وجدد عبيد تأكيده بأن دحلان لا يمت لفتح بأي صلة بعد أن تم فصله بقرار مركزي من الحركة، "وبالتالي من أراد أن يختار بين فتح ودحلان، فليذهب مع الأخير إلى حيث أراد، علماً أن فتح بريئة من دحلان ومن لف لفيفه"، على حد تعبيره.

معايير "مزاجية"

وفي تعليقه على قطع رواتب الفتحاويين، ذكر الكاتب والمحلل السياسي هاني حبيب، أنه من الصعب الحكم على المعطيات المتعلقة بقطع الراواتب أو فصل من يوصفون بالمتجنحين داخل فتح، مشيراً إلى أنه لا توجد معايير دقيقة أو نظاما معمولا به بشكل ملزم لكل الأطراف.

واعتبر حبيب في حديث لـ"الرسالة" أن المعايير الآنية المتبعة في الفصل وقطع الرواتب تعود بالدرجة الأساسية إلى التجاذبات الداخلية والصراعات، فضلاً عن أنها تعود في أحيان كثيرة إلى المزاجات والاصطفافات بدون عودة إلى النصوص والقواعد المحددة لذلك.

واعتقد حبيب أن كل أطراف فتح على اختلاف تياراتها تدرك أن كل هذه الإجراءات والإجراءات المضادة تزيد من الصراعات الداخلية، وتزيد من فرص عدم التوصل إلى حلول تعيد لفتح دورها ووهجها.

وذكر أنه بالرغم من الأدراك بصعوبة الوضع الفتحاوي إلا أن هذه الأطراف ماضية بشكل ملفت للنظر إلى "نحر فتح"، مؤكداً أنه ليس هناك طرف من هذه الأطراف مُستثنى وجميعها تشارك في هذه العملية من النحر".

`
البث المباشر