"لماذا نضع مزيدا من الطلاء على سيارة البنتلي باهظة الثمن، ونحن في طريقنا إلى فقدان قوة المحرك الرئيسي؟"، عبارة شهيرة أطلقها ابن الصحراء زين الدين زيدان، حينما سئل عن الصفقات التي يجب أن يعقدها ريال مدريد بعد رحيل الفرنسي كلود ماكيليلي، لتتحقق نبوءة الرقم 10 ويعاني الملكي كثيرا خلال بدايات الألفية الجديدة.

الانتقادات تواصلت داخل جدران النادي "الملكي" فيما يتعلق بالصفقات, وأبرزها قدوم الويلزي غاريث بيل إلى العاصمة الإسبانية.

انتقاد صفقة بيل

وخرجت بعض وجهات النظر التي تهاجم القيمة المبالغ فيها للصفقة، وأعادت إلى الواجهة تصريحات زيدان القديمة حول أهمية الطلاء بالنسبة للسيارات الفارهة، للإشارة إلى صعوبة تألق اللاعب القادم من توتنهام في ظل وجود "الدون" البرتغالي كريستيانو رونالدو، وعلى الطريقة الشعبية، من الصعب على قائدين تولي دفة سفينة واحدة.

لكن ذكاء الإيطالي كارلو أنشيلوتي جعل من السهل واليسير لعب أكثر من نجم في توليفة واحدة، في ما عرف إعلاميا بمرحلة "النيو جلاكتيكوس"، مع كثير من الأهداف لرونالدو ومزيد من التعاون لبيل، لهذا لعب النجم البرتغالي دور البطل، وارتضى زميله البريطاني بدور صديق البطل، ليكون الجزاء من جنس العمل، ويُحرز بيل أغلى هدفين، الأول في نهائي الكأس، والثاني في نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي.

أين النجم الويلزي؟

يلعب ريال مدريد بطريقة لعب أقرب إلى 4-4-2، رباعي دفاعي ثم رباعي آخر في الوسط، مع مهاجم صريح ولاعب حر خلفه، يتحرك في كل مكان ويفعل كل شيء بالكرة، ورونالدو من يفعل هذا الدور، لأنه أكثر لاعبي الفريق تحررا من التعقيد التكتيكي، فيما يلتزم رباعي الوسط بالأدوار الدفاعية والضغط على حامل الكرة، والعمل على بناء الهجمة بشكل مثالي من الخلف إلى الأمام.

لهذا يتمركز بيل كثيرا على الطرف كلاعب جناح على الخط، ولا يكتفي بالانطلاق والعدو بل يقطع في العمق، يسدد ويسجل ويصنع الأهداف، مع حفاظه على وحدة الفريق من خلال العودة إلى الدفاع ومساندة الظهير الزميل، وبالتالي يظهر الويلزي بشكل مميز مع "الميرينغي"، لكن من دون بريق حقيقي.

ورغم أنه سجل 10 أهداف في "الليغا"، إلا أن رونالدو له اليد العليا في النهاية بالنسبة للشق الهجومي.

التحدي المقبل

رب ضارة نافعة، هكذا هو العنوان الذي يتمناه جمهور الريال بعد طرد النجم رونالدو خلال مباراة قرطبة، وتشير الأخبار إلى أن فترة إيقاف الرقم 7 ستكون من مباراة إلى ثلاث، ليضع أفضل لاعب في عام 2014 فريقه في مأزق حقيقي، لأن إخراج هداف "الليغا" بعيدا عن التشكيلة الأساسية يعني تحديا جديدا يوضع أمامه المدير الفني أنشيلوتي وكتيبة النجوم في "سانتياغو برنابيو".

وكل هذه المعوقات تقود الفريق الأبيض إلى شعار واحد فقط، المنقذ هو بيل, اللاعب الذي استخدمه فيلاش بواش مع توتنهام في مركز "الكل في الكل"، هو لاعب الجناح الذي يبدأ على الطرف ويقطع في العمق من أجل التسديد، أيضا يتحول إلى الطرف الآخر ويلعب كجناح تقليدي، ينطلق على الخط ويرفع الكرات إلى المهاجمين داخل منطقة الجزاء.

وبهذه الأدوار التي يؤديها بيل داخل المستطيل الأخضر, بات على اللاعب أن يلعب دور "سوبر مان" ريال مدريد في غياب هداف "الليغا".