قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الصندوق الأسود بين الحقيقة والمجهول

صورة "أرشيفية"
صورة "أرشيفية"

بقلم: محمد الهباش

رغم حالة التكتم الشديدة التي انتهجتها قيادة القسام طيلة عام كامل لعملية أسر الضابط الصهيوني هادار غولدن إﻻ أن الصندوق الأسود الذي انتظره الكثير من المحللين العسكريين والأمنين وقطاع واسع من الجمهور استطاع أن يقدم جزء من المعلومة بينما تختفي عنه باقي المعلومات التي تحتفظ بها قيادة كتائب عز الدين القسام لأغراض هي تعلمها وتقدرها. ويمكن الوقوف على أهم ما تناوله الصندوق الاسود من معلومات وهي:

- الإفصاح لأول مرة عن استشهاد أحد عناصر كتائب القسام الشهيد وليد توفيق مسعود المشارك في عملية كمين أبو راس.

- بقاء قيادة القسام على تواصل مع عناصر المجموعة المنفذة وقدرتها على تقديم تكتيك عسكري بهدف تغطية عملية الانسحاب وتأمين عملية الأسر حتى وصول الهدف إلى مكمن آمن.

- أن عملية الخطف تمت قبل بدء سريان الهدنة بنصف ساعة ولم يكن الجانب الإسرائيلي على دراية بعملية الخطف منذ اللحظات الأولى.

- قدرة كتائب القسام على تغطية عملية الخطف باستخدام وسائل قتالية تحاكي ما يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

- قدرة المقاومة على حفر أنفاق بتقنية هندسية عسكرية تستطيع الانفجار فور دخول اي جندي اسرائيلي.

- دحض الرواية الإسرائيلية التي كانت تدعي دخول الجيش الإسرائيلي النفق والحصول على مقتنيات الجندي المختطف هادار غولدن.

- ظهور القائد القسامي محمد أبو شمالة بجانب الجندي جلعاد شاليط يعني انه أحد القيادات القسامية الآسرة للجندي شاليط وأنه على علم مباشر بمكان احتجازه خلال مدة الخطف التي استمرت خمس سنوات

وبرغم ما تضمنه الصندوق الأسود من معلومات إﻻ انه يفتح الباب أمام تساؤﻻت عدة بحاجة إلى إجابات:

- ما هو مصير باقي المجموعة القسامية المشاركة في الكمين الأمني هل هم على قيد الحياة أم أنهم ارتقوا شهداء.

- ما هو مصير باقي جنود اﻻحتلال الذين تعرضوا للكمين هل هم في الآسر أم انهم قتلوا. - ما هي الوسائل غير المعلنة التي استخدمتها قيادة القسام في عملية تضليل قيادة اﻻحتلال الاسرائيلي وجعلها تجهل عملية الأسر لساعات.

- هل تمت السيطرة على الضابط هادار غولدن بكل هدوء واستخدام بزته العسكرية لأغراض ميدانية أمنية وعسكرية ولتأمين عملية اﻻنسحاب وتوفير مكمن آمن.

- هل كان الضابط هادار غولدن هو حلقة الاتصال بين أفراد المجموعة المتوغلة وبين قيادته العسكرية وبفقدانه انقطع الاتصال بين أفراد المجموعة وقيادتها العسكرية.

- كيف يمكن لقيادة عسكرية بحجم الجيش الاسرائيلي أن تقع ضحية تضليل تستغرق مدتها ساعتين وهو يعلم بحجم وخطورة المهمة القتالية للمجموعة المتوغلة وعلى دراية مسبقة بمهامها.

- هل ظهور القائد القسامي محمد أبو شمالة مع الجندي جلعاد شاليط أثناء تواجده في الأسر هي رسالة بأن الضابط هادار غولدن ما زال حيا وهو في الأسر.

تبقي الإجابة على هذه التساؤلات بيدي قيادة القسام وقيادة جيش اﻻحتلال هم من يختاروا كيف ومتى يتم الإجابة عليها.

 

البث المباشر