قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الخليل تناطح

الكاتب : وسام عفيفة
الكاتب : وسام عفيفة

بقلم : وسام عفيفة

يحكى أن تاجرا يهوديا استورد حمالات صدر للتجارة ولكنه اكتشف أنه تعرض للخديعة لأنها كانت كلها ذات مقاس كبير.. لهذا فكر في حل يجنبه الخسارة، فقرر أن يحتال على تاجر فلسطيني من الخليل فعرض عليه شراء البضاعة بعدما وضع في الواجهة حمالات بمقاسات عادية دون أن يخبره أن البقية من الحجم الكبير جدا، تفقد الخليلي البضاعة فأعجبته واشترى.

فرح اليهودي لأنه تخلص من البضاعة واستغفل الخليلي وتوقع أن يصاب بصدمة بعدما يكتشف الغش الذي تعرض له.

ولكن كانت المفاجأة.. عاد الخليلي للتاجر اليهودي بعد شهر وطلب منه أن يبيعه المزيد من حمالات الصدر وبنفس المواصفات.

جن جنون اليهودي واستفسر من الخليلي: "كيف استطعت بيعها؟ لقد كانت كلها من الحجم الكبير".

أجاب الخليلي: قصيتها كلها من النص وبعتها على أساس أنها طواقي (قبعات) للمتدينين اليهود.

رغم ما تتضمنه القصة من الطرافة، إلا أننا ونحن نعيش عنفوان انتفاضة القدس يبرز عنف وجرائم الإرهاب الإسرائيلي مقابل عناد الخلايلة، ما يثبت النظرية الافتراضية التي تقول:" أن راسك خليلي... يعني راسك يابس... يعني لا تتنازل بسهولة".

ويعلم الاحتلال أكثر من غيره طبيعة العقلية الخلايلية لهذا كتب الصحفي الإسرائيلي عاموس هرئيل في مقال له في صحيفة هآرتس بعد اشتعال نار الانتفاضة في الخليل:" أحد أوائل الأمور التي يتعلمها كل قائد لواء جديد في الجيش (الإسرائيلي)، والذي يتولى منصبه في هذه المنطقة، بأن ساعة الخليل تعمل متأخرة، "حيث أن المدينة تنتبه للرد على التطورات في المناطق في وقت متأخر، لكنها تقوم بذلك بقوة أشد مقارنةً بمدن أخرى، وهذا ما يحدث في الخليل في الأيام الأخيرة".

وأمام التصعيد الإسرائيلي ضد المحافظة قتلا واعتقالا وهدما، ثم التلويح بالحصار وضرب اقتصاد المدينة، جاء الرد "الخليلي" سريعا بهاشتاق " #بهمش، ويعود الهاشتاق إلى مشهد الشيخ زياد هليل احد وجهاء الخليل وهو يتصدى لجنود الاحتلال لمنعهم من إطلاق النار على الشبان المتظاهرين في الخليل، فقام أحد الجنود بإطلاق الشكاوى للشيخ هليل حول قيام الشبان بإلقاء الحجارة تجاههم، فما كان من الشيخ هليل إلا أن قال له: "بهمش.. خليهم يضربوا".

البث المباشر