أكدّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو تؤيد مبادرة واشنطن إلى مشروع قرار دولي بخصوص سوريا وتتفق مع أهم نقاطها، إلا أنه لم يستبعد ألا تعجب بعض تلك النقاط الحكومة السورية
وقال خلال مؤتمره السنوي الموسع في موسكو الخميس 17 كانون الأول/ ديسمبر: "نؤيد بشكل عام مبادرة الولايات المتحدة، بما في ذلك الاقتراح حول إعداد مشروع دولي حول سوريا. وجاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو (يوم الثلاثاء الماضي) بهذا المشروع بالذات".
وأضاف الرئيس بوتين: "أعتقد أنه بعد أن تتعرف القيادة السورية على نقاط القرار فإنها يجب أن تقبل به"، مشيرا إلى أن "هناك بعض النقاط التي ربما لن تعجبها".
وشدد بوتين في هذا السياق على أن تسوية أي نزاع مسلح مستمر منذ سنوات، تتطلب دائما قبول جميع الأطراف حلول وسط، على حد قوله.
واستطرد تعليقا على المبادرة الأمريكية: "نرى أنه اقتراح مقبول بشكل عام، على الرغم من أنه يتطلب مواصلة العمل على صياغته".
واعتبر بوتين أن المبادرة الأمريكية تدل على قلق واشنطن والدول الأوروبية من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ولا سيما في اليمن وسوريا والعراق.
وتعهد بأن موسكو ستساهم بشتى الوسائل في تسوية الأزمة السورية، وستسعى إلى المساعدة في اتخاذ قرارات سترضي جميع الأطراف.
وبشأن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، قال بوتين إن بلاده لن تقبل بأن يفرض أحد من سيحكم سوريا أو أي بلد آخر، وموقفنا من ذلك لن يتغير.
قال الرئيس الروسي، إن موسكو لا تحتاج في الحقيقة إلى قاعدة عسكرية دائمة في سوريا، مشيرا إلى أن روسيا تملك قدرات لاستهداف أي موقع في سوريا بإطلاق صواريخ متوسطة المدى.
وأعلن الرئيس بوتين أن روسيا لم تبدأ حربا في سوريا، مؤكدا أن القوات الروسية تجري عملية عسكرية محدودة في هذا البلد، وأن ذلك لا يشكل عبئا إضافيا على الميزانية العامة الروسية.
وأضاف أن تمويل العملية العسكرية الروسية في سوريا يتم من خلال المبالغ المخصصة للتدريبات العسكرية.
وجدد بوتين في خطابه الهجوم على تركيا، وقال إن إسقاط القاذفة الروسية عمل عدواني أدى إلى سقوط أرواح، مؤكدا أن روسيا لن تقلص وجودها العسكري في سوريا.
وأوضح أن موسكو كانت مستعدة للتعاون مع تركيا، إلا أن أنقرة لم تتصل بالقيادة الروسية وتوجهت إلى بروكسل.
وأشار بوتين إلى أن التدخل الأمريكي في العراق أدى إلى ظهور الفوضى والعديد من المشاكل المتعلقة بتهريب النفط. وأعرب عن رأيه بأن تنظيم الدولة نشأ كغطاء لتحقيق أهداف اقتصادية خاصة.
وأشار إلى أن القوات الروسية عثرت في أحد المواقع بسوريا على 11 ألفا من شاحنات البنزين.
وأكد بوتين أنه من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع القيادة التركية الحالية، وأنه لا يرى آفاقا للتعاون معها في المجال السياسي.