"التمثيل" هو باب من أبواب الفن المُتعددة الهادفة، كثيرون من حاولوا دخوله، قليلون من استطاعوا إجادة الأداء، فمنهم من كان يقصد الشهرة، ومنهم المال، ومنهم من حمل رسالة وهدف، ويبقى هذا الباب مُتاحاً للجميع، لكن الحقيقة تقول أن ما خرج بغير هدف لن يتجاوز عتبة المسرح، أما ما خرج من قيم السامية، وهدف راقي فإنه سيمكث في قلوب الآخرين.
الشاب فادي سكيك (18 عام) من سكان المحافظة الشرقية بقطاع غزة، وُلِد في حاراتها ودرس في مدارسها، إلا أن الأصل يعود إلى بئر السبع المُحتلة، هو من الشباب الذين أتقنوا فن التمثيل الهادف، موصلاً رسائل قيمة في كل عملٍ فني أضفى عليه بصماته بالمشاركة والتمثيل.
ولكل نجاح بداية ناجحة منذ الصغر، فلقد كان الشاب سكيك جريئاً يُحب التمثيل ويشارك في المسرحيات المدرسية منذ الصف الخامس الابتدائي، الأمر الذي أكسبه صفات الممثل الناجح، وكسر حاجز الهيبة بينه وبين الجمهور، ومنحه جرعة من الثقة والإبداع.
أما مرحلة الظهور الإعلامي العلني لسكيك، فكانت عندما كان في الصف العاشر، وقابل حينها الشهيد محمد العرعير من فضائية الأقصى، والذي كان حلقة وصل بين سكيك وبين الممثل وليد أبو جياب والمُخرج أيمن العمريطي، ليبدأ معهم مرحلة جديدة من التمثيل الإسلامي الهادف.
فبدأ سكيك بعد ذلك بالمشاركة في العديد من الأعمال الفنية الدرامية الهادفة، فشارك في التمثيل ببعض المسرحيات والأفلام القصيرة والفواصل، مع عدد من الممثلين الآخرين.
ومن الأعمال التي شارك بها: مسرحية "مشاعل التحرير" برفقة الممثل وليد أبو جياب، وأفلام "كف الحبيب، وغض البصر، وأمنيات 2014، وأنا وأنا" وغير ذلك من الأعمال الأخرى.
سكيك والذي يتمتع بابتسامة دائمة وكأنها وُلِدت معه، وشخصية مًرحة أحبت الجميع وأحبها الجميع، جمع في نفسه مكونات المُمثل المطلوبة من ليونة المواقف وموهبة الأداء وتشخيص الأدوار، لينشئ نفسه بنفسه.
دخول سكيك هذا العالم الفني دفع أهله إلى تشجيعه للاستمرار فيه، تحقيقاً لطموحاته، ودعماً لمواهبه، فاستطاع أن يمزج بين الفن والدراسة، وهو الآن في مرحلة الثانوية العامة، والتي يسعى لتخطيها بكل تميز، ليبدأ بعدها مرحلة جديدة من تكثيف أعماله الفنية.
ويضيف قائلاً: "بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة هذا الأسبوع، سأسعى للقيام بالكثير من الأعمال الفنية المميزة، حتى أحقق طموحي بالوصول للنجومية والعالمية، ناقلاً القضية الفلسطينية من خلال أعمال فنية تستولي قلوب الجميع".
أما عن نوعية الدراما التي يشارك فيها سكيك ويقدمها للجمهور المُتابع، فتتنوع بين الدراما الاجتماعية والدينية وغير ذلك من الألوان الهادفة الراقية، مُبتعداً عن ألوان الابتذال في هذا الفن، نظراً لطهارة القضية التي يحملها ويدافع عنه.
وينشر أعماله الفنية عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة به، وكذلك عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب"، بمساندة المشاركين معه في التمثيل، وكذلك صفحة المُخرج أيمن العمريطي، والتي حققت مئات المشاهدات.
ويهدف الشاب سكيك إلى عدم الوقوف عند حدود التمثيل فحسب، بل يسعى لتعلم مهارات جديدة وتطويرها، ومنها موهبة ومهارة "التصوير" والتي ينوي تعلمها في المستقبل القريب، لصقل شخصيته، وتحقيق أحلامه، ودخول مجالات أخرى.
وفي ختام اللقاء، وجّه سكيك التحية لكل متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكل من سانده ودعمه في مشواره الفني التصاعدي، داعياً الشباب إلى البحث عن مواهبهم المدفونة ومحاولة إبرازها ورعايتها والاهتمام بها، حتى يكونوا أصحاب شأن مستقبلاً.