قال القيادي في كتائب القسام أبو العطار، إن الغاء الاحتلال لاجراء "هانيبال" يعني اعترافًا واضحا وصريحا من العدو بأن هذا الإجراء لم يعد يتماشى مع الواقع الذي فرضته المقاومة على الأرض، فبعد كل استخدام لهذا الإجراء كان يتضح أن العدو ارتكب مجازر بحق المدنيين، مما يؤكد وجهه الإجرامي البشع أمام العالم.
وأكدّ أبو العطار في حديث مع الجزيرة القطرية، أن الاحتلال يفقد جنوده وضباطه أسرى ولم يستطع فعل شيء من الناحية العملية لحمايتهم، سوى وصفة لارتكاب المجازر.
ورأى أن هذا القرار انجاز للمقاومة، مضيفًا " القرار يعني أن إحدى طرق العمل المفصلية لدى جيش العدو قد فشلت في تحقيق أهدافها، فإجراء "هانيبال" يهدف إلى منع عمليات أسر جنود العدو، وقد أثبتت التجربة أن هذا الإجراء لم ينجح أبدا في منع أي من عمليات الأسر التي قامت بها كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية.
وأوضح أن مجاهدو كتائب القسام استطاعوا وضع العدو في حالة شاؤول آرون أمام خيارات صعبة للغاية، فبعد أيام من فحص حطام الناقلة التي كان يستقلها مع زملائه، تبين أنه لا أثر للجندي على الإطلاق بين الأشلاء ولا الدماء.
ورغم ذلك أعلن العدو أن الجندي قتل واختار هنا أيضاً أسهل الخيارات، فقد كان حينها مضطرا للتعامل مع معضلة أكبر وهي وقوع سلسلة القيادة في لواء النخبة "جولاني" بكاملها بين قتيل وجريح، ولكن فيما بعد لم تمتلك قيادة العدو العسكرية أو السياسية الشجاعة الأدبية الكافية للوقوف على الحقائق، وفقًا لحديث القيادي في القسام.
وسأل القيادي في القسام، " أين ذهب شاؤول آرون إذا لم يوجد لأشلائه أو دمائه أو سلاحه أي أثر، أم أن العبوة التي فجرت الناقلة كانت ذات قوة تدميرية تصل إلى حد أن يتبخر الجندي فلم يبق له أثر؟ وإذا كان صحيحاً فلماذا هو الوحيد الذي تبخر بين زملائه؟
مصير غولدين
أمّا بشأن مصير الجندي الإسرائيلي هدار جولدين، فقال إن " استخدام الاحتلال لاجراء هانيبال في قضية الضابط هدار غولدين، عقّد الوضع بالنسبة لمصير الضابط، واختفت آثاره تماما، وأصبح من الصعب على العدو معرفة هل هو في عداد الأحياء أم الأموات؟ ولذلك وجد نفسه مضطراً للكذب على عائلة الجندي وقال لها إنه في عداد الأموات".
كما قام بعمل جنازة وقبر للجندي، وادعى أن المراسم جاءت وفقا لأحكام الديانة اليهودية، مع العلم أن هذه الأحكام تقول إن الدفن يتم إذا وُجد الجزء الذي لا يستطيع الإنسان الحياة بدونه من الجسم، في إشارة إلى الرأس الذي يعتبرونه مسكن الروح، وفق قوله.
وأكدّ القيادي في القسام أن الاحتلال لم يجد سوى بقع من الدم وجزءا من العتاد الشخصي للجندي، مما يضع علامة استفهام كبيرة على رواية العدو حول مصير الجندي.
وأوضح أن الاحتلال أراد في حينه تصدير رواية ما لعائلة غولدين وللرأي العام تخرجه من الورطة التي وقع فيها، وكان القرار الأفضل بالنسبة له أن يقول بأن الضابط غولدين قد قتل، وإلا فإن الخيار الآخر أمامه هو استمرار التوغل براً والبقاء على الأرض تحت ضربات مجاهدي القسام والمقاومة، وقتل وأسر العشرات من جنود العدو.
وبيّن أن الكتائب اتخذت مجموعة من التكتيكات العسكرية، من أهمها عناصر المباغتة والسرعة، ما افقد العدو القدرة على التعامل مع الحدث لحظة وقوعه.
وأضاف أن المقاومة حوّلت أرض غزة إلى أشبه ما يكون برمال متحركة من شأنها أن تبتلع جنود العدو وضباطه، وتمضي بهم إلى غياهب المجهول.
وأشار أبو العطار إلى أنه " حالات جلعاد شاليط وشاؤول آرون وهدار غولدين فشل العدو فشلا ذريعا في فهم الحادثة إلا بعد ساعات أو أيام، فقد أعلن عن فقدان آثار آرون على سبيل المثال بعد نحو أسبوع من وقوعه في يد المقاومة".
وشدد على أن دور القسام والمقاومة الاستعداد لمواجهة كافة تكتيكاته، وهذا يتطلب أن تقوم بدورها ميدانياً لإفشال كافة تكتيكات العدو وتكبيده الخسائر.